يمكن القول: إن اهم النتائج - ان لم تكن الوحيدة -التي حققتها زيارة الرئيس الامريكي اوباما للمنطقة هي تحقيق المصالحة بين تركيا واسرائيل و عودة الروح للتحالف الاستراتيجي بين واشنطن واسرائيل وتركيا والتنسيق لإعادة ترتيب استراتيجية التحالف في المنطقة في ضوء أحداث الربيع العربي والبرنامج النووي الإيراني. و تطورات الأزمة السورية التي استحوذت علي نصيب الأسد من مشاكل المنطقة المتفاقمة.. هذا التطور المفاجئ والذي تمثل في اعتذار رئيس الوزراء الاسرائيلي نتننياهو لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان كما طلبت تركيا عن حادثة السفينة مرمرة والاتفاق علي تعويض اهالي الضحايا لم يكن عفويا بل سبقته مساع امريكية مكثفة و محادثات سرية بين اسرائيل وتركيا لتسوية هذه الخلافات.. وما عجل التوصل إليه هو التطورات في سوريا وتدخل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. في الوقت نفسه فان اسرائيل ما كانت لتعتذر وهي التي تُعرف بصلفها وتعنتها لولا المصالح المهمة التي تربطها بتركيا منذ قيامها وليس من مصلحتها معاداة تركيا ولكن الاهم من ذلك كله بالنسبة إلينا هو تاثير عودة هذا التحالف علي المنطقة خاصة ان تركيا منذ عدة سنوات مارست سياسة الانفتاح علي العالم العربي واقامت علاقات جيدة مع بعض الدول العربية بعدما شعرت بان دخولها الي الاتحاد الاوروبي لن يتحقق في المدي القريب ولذلك حاولت ايجاد اسواق لبضائعها و لعب دور القوة الاقليمية المهمة في المنطقة بموازاة الدور الايراني الذي يبحث ايضا عن موطئ قدم في المنطقة ، والي اي مدي يمكن أن يؤثر علي موقف تركيا كطرف داعم للقضايا العربية وبالاخص للقضية الفلسطينية خاصة ان تركيا تأثرت بقطع علاقاتها مع اسرائيل علي عدة مستويات منها العسكرية والاقتصادية وتعتبر مسألة عودة العلاقات الدبلوماسية مهمة جدا للبلدين في هذه المرحلة . كل الشواهد تؤكد ان الخاسر الوحيد من عودة هذا التحالف هي الدول العربية التي تري أن هذا الوضع سوف يجعل تركيا من جديد جزءًا من القوي التي تريد تطويع المنطقة لصالحها والهيمنة عليها مع ما تمر به المنطقة من تطورات خاصة ما يحدث في سوريا التي ترتبط معها بحدود مشتركة ومن غير المستبعد التنسيق بين تركيا وإسرائيل في هذه المسألة لتحديد الشكل النهائي للصراع هناك .. كما سيزيد هذا التقارب من تعنت إسرائيل تجاه الفلسطينيين ورفض تقديم أي تنازلات بالرغم من التعهد بحل الدولتين من الجانبين الامريكي والاسرائيلي .!!