أم عجوز من محافظة البحيرة تحمل في جسدها انين المرض وزفرات الحسرة تقضي ساعات امام الكورنيش وفي عينيها نظرة شوق ممزوجة بالحزن لم تكن المرأة وحدها بل كان معها قرابة 08 شخصا من رجال ونساء قريتها ومن محافظتي السويس والغربية جمعتهم وقفة احتجاجية للمطالبة باعادة 11 صيادا تم اختطافهم علي متن المركب سويس منذ شهر يوليو الماضي ولكنها كانت الوحيدة التي لم تهتف معهم بل ربما لم تشعر بهم اغلب الوقت وهي تسبح في بحار الذكريات الحزينة لتتذكر ابنها كمال الشافعي احد الصيادين المختطفين وهي تكلمه وتمازحه في لقطات متواصلة اشبه بشريط سينمائي لا يتوقف فتنساب الدموع معه من عينيها علي وجنتيها اللتين كادتا ان ينحفر بهما مجريان من الدموع التي تتساقط كشلال مالح في بحار الذكريات.. اقتربنا منها وسألناها عن اسمها فقالت سناء عبدالحميد البواب.. قالت ان اشيتاقي لرؤية ابني كمال احد الصيادين ال »المختطفين هو الذي دفعني للمجيء هنا ومطالبة المسئولين بعودته وقد اثقلتني الامراض وكادت ان تمنعني من المجيء الا ان شوقي حملني علي تكبد مشقة السفر للاستغاثة بالمسئولين للقيام بسرعة الافراج عن ابني..واضافت كمال هو الشقيق الاكبر لاخوته وكان بمثابة رب الاسرة بعدما توفي عائلها وكان ابر اخوته لي وكان يسألني الدعاء في كل سفر يقطعه في البحر الا في تلك المرة حيث سافر دون ان يجدني لذهابي للطبيب واحسست عندما سافر بانقباض في قلبي ولكنني سارعت بالدعوة له متمنية له العودة سالما وهو ما ارجوه من الله.. تسكت لحظات ثم تقول انني صرت كمن يشرف علي الموت وقبيل الموت يأتي صاعق كهربائي ينفض جسدي بقوة ليعيدني الي الحياة وهو صوت ابني كمال تليفونيا حيث كان يتصل بي كل اسبوعين أو ثلاثة من عرض البحر ليطمئنني علي احواله اما الآن فقد مر اكثر من شهر دون ان يتصل بي فهي يا تري اراه ام يكون الفراق الاخير.