انتهي مؤتمر القمة العربية بالدوحة وأصدر قراراته . ولنا عودة لتقييم هذه القرارات والتعقيب عليها . لكن بمناسبة عقد القمة نعود إلي الماضي لنستعرض سريعا بعض تاريخ القمة . الملاحظ أن مؤتمرات القمة العربية لم تلتزم بالانعقاد في مواعيد دورية ثابتة، فالفترة البينية بين كل مؤتمر تطول أو تقصر، ربما تنعقد أحيانا مرتين في عام واحد وربما تزيد الفترة البينية لتصل إلي سنوات عديدة . وقد يعود ذلك إلي الحالة المزاجية للقادة العرب، فالقمة لا تنعقد إلا لو كان هناك حد أدني من الاتفاق والوفاق بين الجميع . كان أول مؤتمرات القمة قد عقد في أنشاص بمصر ودعا إليه ملك مصر الراحل الملك فاروق وشارك في ذاك المؤتمر سبع دول عربية هي الدول المؤسسة للجامعة العربية : مصر، شرق الأردن، السعودية، اليمن، العراق، سوريا، لبنان . الملاحظ أن جميع هذه الدول من المشرق العربي . بعد ذلك توالت عضوية بقية الدول حتي وصل العدد إلي 22 دولة . وأكدت قمة أنشاص علي أن قضية فلسطين هي قلب القضايا القومية العربية، وحذرت القمة من الخطر الصهيوني الداهم ودعت إلي ضرورة الوقوف في مواجهة الصهيونية باعتبارها خطرا علي الدول العربية والإسلامية . بعد العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956 عقدت القمة في بيروت وساندت مصر في مواجهة العدوان . بعدها عقدت القمة في القاهرة عام 1964 لتأتي قمة الخرطوم في أغسطس 1967 علي خلفية النكسة لتعرف بقمة اللاءات الثلاث : لا للاعتراف .. لا للتفاوض .. لا للصلح .. مع العدو . وفي قمة 1978 كان الحدث الأكبر في تاريخ الجامعة العربية وهو إخراج مصر من عضويتها وهي دولة المقر والدولة التي كانت وراء تأسيس الجامعة وعقد أول مؤتمر قمة لها علي أرضها، وكان ذلك ردا علي قيام مصر بعقد اتفاقيتي كامب ديفيد وتم نقل مقر الجامعة إلي تونس حتي عاد مرة أخري بعد أكثر من عقد من الزمان . وبالأمس أخرجت القمة العربية سوريا وهي عضو مؤسس أيضا ومنحت مقعدها إلي معارضي النظام الحاكم . وتدور دائرة التاريخ وتتوالي مؤتمرات القمة، لكن لا أحد يعرف ماذا يخفي القدر والمستقبل للأمة العربية .