أعرف الروائي الفلسطيني الكبير يحيي يخلف منذ سنوات طويلة تسبق توليه منصب وزير ثقافة فلسطين بزمن بعيد، ومنذ أيام تجدد لقاؤنا، هنا في القاهرة، في حضورالكاتب والناقد والمترجم المعروف حسين عيد، الذي أعتبره صاحب الفضل الأول في تنبيهنا إلي أهمية منجزه الروائي، منذ تناول أدبه بالدراسة والنقد، ثم أصدر كتابه "قضية فلسطين والأدب: يحيي يخلف أنموذجًا". ويحيي يخلف شغل عدة مسئوليات داخل قطاع الثقافة الفلسطينية، قبل أن يصبح وزيراً للثقافة، لكن يظل الأهم والأبقي بالنسبة إليه كونه واحداً من أهم الكتاب الفلسطينين بما نشر من إنتاج متميز استهله بمجموعتين من القصص القصيرة؛ "المهرة، و"نورما ورجل الثلج، قبل أن يصدر روايته الأولي "نجران تحت الصفر" (1976) من وحي تجربة اغترابه في اليمن للعمل بالتدريس.. وأتصور أن الفضل يعود إلي هذه الرواية في تأسيس شهرة يخلف؛ فبعدها توالت رواياته: "تلك المرأة الوردة" (1980)، »تفاح المجانين" (1981)« نشيد الحياة" (1985)، »بحيرة وراء الريح" (1991)،« نهر يستحم في البحيرة" (1997)، وكتاب "يوميات الاجتياح والصمود"، وروايتا "ماء السماء" (2008)، و"جنة.. ونار" (2011) التي صدرت طبعتها الأولي في القاهرة عن دار الشروق.، كان اللقاء مناسبة كي أهنئ يخلف بصدور العدد الأول من المجلة الثقافية الجديدة "أوراق فلسطينية" التي يرأس هو تحريرها، ولكي أستفسر منه عن ناشرها، فأخبرني بأنها فصلية فكرية عربية تصدر عن مؤسسة ياسر عرفات، وتضم هيئتها الاستشارية عدداً من الكتاب والمفكرين البارزين في بلادنا في مقدمتهم: حلمي النمنم، كمال عبداللطيف، محسن بوعزيزي، كريم مروة. ويرأس مجلس إدارتها الدكتور ناصر القدوة، ومدير تحريرها غسان زقطان . وعندما أستفسر "لكن ما الذي تهدف هذه الفصلية إلي تحقيقه؟" يجيب "نطمح لأن تصبح منبرًا للفكر التنويري، ترافق جدل الخيارات حول النظام العربي الجديد، وما تطرحه التجربة من فكر وثقافة جديدين .. فكر الحرية والحداثة ..وثقافة التغيير والتنوير". ويتدخل الناقد حسين عيد قائلا بأن افتتاحيته التي جاءت بعنوان "لا تفقدوا الأمل" تحمل جرعة تفاؤل نحتاج إليها في هذا الوقت العصيب". ويعقب يحيي يخلف "اننا لا نفقد التفاؤل والأمل في مستقبل القضايا العربية، كما لا نفقد التفاؤل والأمل في مستقبل القضية الفلسطينية. . ولعل من المثير للتفاؤل أن يصدر عددنا الأول والشعب الفلسطيني يحتفل بالذكري الثامنة والأربعين لانطلاقة ثورته المسلحة التي أعادت الاعتبار إلي الهوية وللشخصية الوطنية ووضعت القضية الفلسطينية في عمق المشهد الدولي". وقد توزعت أبواب المجلة علي خمسة محاور رئيسة، إضافة إلي الافتتاحية، وهي: "أوراق فلسطينية"، وساهم في هذا المحور كل من: فيصل دراج، فيصل الحوراني، سمير عوض، أحمد رفيق عوض، وأحمد الرويضي. ومحور"أوراق الربيع العربي"كتب فيه: كمال عبداللطيف، ميشيل كيلو، محسن بوعزيزي، فريدة النقاش، نظير مجلّي، وصقر أبو فخر، و"أوراق فكرية"جاءت بمشاركة: نزيه أبونضال، محمد خالد، محمد الحاج قاسم، وعبد الفتاح القلقيلي. و"أوراق ثقافية"، كتب فيه امتياز دياب عن "محمود درويش في كردستان"، ونشرت قصة قصيرة لفاروق وادي بعنوان "جميلة"، وكتب كريم مروّة عن المفكر الفلسطيني بندلي جوزي، وحلمي النمنم حول "طه حسين وفلسطين"..إضافة إلي المحاور الرئيسة الخمسة، أفردت بابًا للمراجعات نشرت فيه قراءات في إصدارات مختلفة. وفي نهاية اللقاء كان لابد أن أسأله عما إذا كان يجد وقتًا للعودة الي عالمه الحق عالم الكتابة والابداع؟ فأجاب ببساطة وصدق "لا يمكن أن أنسي الابداع لأن ذلك هو عالمي الحق، ولن أذيع سرًا حين أخبرك أنني أكتب الآن عملًا ابداعيًا جديدًا، ربما ببطء ولكن بثقة« وعندما سألته عن عنوانه، أخبرني بأنه لم يستقر بعد علي عنوان!