نحتفل غدا بيوم المرأة المصرية، ويوم 61 مارس محفور في ذهني بحروف من نور لانه يؤكد للجميع ان المرأة المصرية لها تاريخ طويل من النضال لا يقل عن أخوتها في الدول الغربية. ففي امريكا واوروبا رفضت النساء في بداية القرن الماضي سبل القهر ورفضن جميع اشكال التميز ضدهن وعبرن عن ذلك بالخروج في مظاهرات في شوارع مدينة نيويورك وعقدن مؤتمرات ولقاءات في العديد من العواصم الاوروبية واخيرا وبعد صراع طويل ومرير اتفقت الدول الاعضاء بمنظمة الاممالمتحدة علي تخصيص اليوم الثامن من شهر مارس من كل عام للاحتفال بالمرأة علي الصعيد الدولي، جاء ذلك في اعقاب عقد مؤتمر موسع للاتحاد النسائي العالمي في باريس عام 5491 ثم اخذت المرأة تنتزع حقوقها تباعا من خلال مواثيق تصدرها الاممالمتحدة ويصدق عليها الدول الاعضاء، وفي نفس الوقت تركت الاممالمتحدة لكل دولة من الدول الاعضاء حق اختيار يوم خاص يتقرر خلاله الاحتفال بيوم المرأة علي ان يكون مرتبطا بحدث تاريخي للبلد نفسه. يوافق يوم 61 مارس ذكري خروج مظاهرات نسائية حاشدة ضد الاستعمار البريطاني عام 9191 تحت رعاية صفية زغلول وهدي شعراوي واخذت المتظاهرات تحملن اعلام الهلال مع الصليب كرمز للوحدة الوطنية ومن بينهن سقطت الكثيرات واستشهدت حميدة خليل اول شهيدة مصرية من اجل الوطن.. ومنذ ذلك التاريخ عملت المرأة علي تغيير الصورة النمطية في المجتمع وتقلدت المرأة مناصب بارزة في الدولة ولم تغب عن المشاركة في جميع مجالات التنمية والنهوض بمصر حتي خلال ثورة 52 يناير نزلت جموع النساء لمشاركة الرجل في ميدان التحرير. لاحظت انكماش الاحتفالات بأعياد المرأة سواء كان اليوم العالمي او يوم المرأة المصرية وبعد ان كان شهر مارس مكدسا بالمناسبات النسائية اصبحت ألمس انكسارا في دور المرأة وادركت ان النساء غاضبات ولديهن شكاوي كثيرة ومتنوعة يصعب حصرها في كلمات تكتب في مقال. وكان ابرز الشكاوي التهميش الملحوظ الذي تعرضت له الثورة مؤخرا وتصاعد الدعاوي التي تطالب بالانقضاض علي الحقوق التي سبق أن حصلت عليها المرأة بعد كفاح طويل دام لعقود عديدة والتركيز علي الموروثات الثقافية التي تنتقص من قدر المرأة وتعوق تقدمها وتطالب بعودتها للبيت. هذا الي جانب الغضب السياسي الذي يدعي ان السياسة للرجل وتراجع نسبة تمثيلها في البرلمان وعضوية اللجنة التأسيسية للدستور والتمثيل المحدود في مواقع اتخاذ القرار وعدم وضع المرأة في الثلث الاول من قوائم الانتخابات والغاء الكوتة النسائية و.. و.. و.. وأهمس في أذن الجميع ان بناء مصر لن يكتمل بدون سواعد المرأة.