لا اعتقد ان هناك زيارة لمسئول امريكي للقاهرة وجدت رد فعل عنيف مثلما حدث مع جون كيري وزير الخارجية الامريكية.. وزير خارجية الولاياتالمتحدة جاء الي مصر صرح لجريدة الواشنطن بوست لكي يحاول اقناع المصريين بالمضي قدما في الاصلاح السياسي والاقتصادي من اجل الحصول علي مئات الملايين من الدولارات التي خصصتها الولايات والاتحاد الاوروبي لمصر ولا ادري هل يتحدث عن قرض صندوق النقد الدولي.. ام يتحدث عن اموال من الدول المانحة.. واضافت الصحيفة ايضا ان كيري ذهب الي مصر بصفة اساسية لتقديم الدعم لحكومة الاخوان المسلمين ومساعدتها علي اتخاذ قرارات صعبة واجراء اصلاحات اقتصادية من اجل الحصول علي صندوق النقد الدولي.. ويبدو ان الاستقبال الحافل الذي استقبله المصريون للضيف الهام جعله وادارته يكتشفون ان الوقت ليس مناسبا علي الاطلاق لفرض شروط صندوق النقد الدولي ورفع الدعم عن السلع الاساسية وفرض ضرائب جديدة بدعوي الاصلاحات الاقتصادية.. الوقت بالفعل ليس مناسبا لما يسمونه اصلاحات اقتصادية.. بالفعل الوقت حرج جدا ويحتاج الي احتواء سياسي لمختلف الفصائل والتيارات الفكرية والسياسية حتي لا تغرق السفينة .. وفي رأيي ان هذا باق من الداخل وبمبادرات من الحكومة من التيارات المعارضة.. وليس من الولاياتالمتحدةالامريكية.. التي تثبت بالدليل القاطع ان غالبية المصريين يرفضون تدخلها ومحاولتها ان توجه السياسات في مصر سواء علي الجانب السياسي او الاقتصادي او غيره.. جريدة الواشنطن بوست حذرت جون كيري قبل مجيئه الي مصر من الضغوط الشديدة التي يمارسها علي مصر والتي قد تؤدي الي مزيد من الانقسامات الداخلية في البلاد .. ومطالبه وضغوطه مع صندوق النقد الدولي لتنفيذ ما اسماه بالاصلاحات الاقتصادية سوف تؤدي الي مزيد من الغضب الشعبي وهذا ما حدث بالفعل.. فعلي مدي اليومين اللذين جاء فيهما وزير الخارجية الامريكي لمصر.. لم تتوقف اعمال الشغب حول السفارة الامريكية وفي ميدان التحرير ووصل الامر الي درجة قطع الطريق الذي كان سيسلكه للوصول الي المطار للعودة الي الولاياتالمتحدةالامريكية. أعتقد ان رسالة الشعب المصري كانت واضحة انه لا للضغوط الامريكية .. واذا كانت تمارس دور الصندوق فعليها ان تثبت انها صديق الشدة الذي يساند بالمال والجهد وليس بالضغوط والتدخلات .