كان ياما كان.. ياسعد يا إكرام.. وما يحلي الكلام إلا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام.. كان فيه زمان راجل همام.. بيصحي يصلي الفجر كل يوم.. وبينصح أهله وعشيرته انهم.. لازم وحتما ولابد.. يصلوا الفجر حاضر.. علشان ربنا يكرمنا كلنا ونعيش في سلام.. ونمسك بإيدينا الزمام وتمشي مركبنا للأمام.. ونسبق أهل الدنيا اللي ماشين بضهرهم.. واحنا ماشين لقدام. وعلشان نعرف سكتنا صح.. ونقول للكسل والنوم بح.. أعلن بابا انه لازم يحكيلنا الحدوتة بالليل والدنيا ضلمة بعد مع كلنا ننام.. ودي طريقة جديدة خالص لتقديم النصح والارشاد وربنا يبارك في رزقنا.. ويبعد عننا الشياطين والأبالسة والأوغاد.. ونصحي زي عادتنا نصلي الفجر في الميعاد.. ونقوم نشتغل بهمة ونشاط والأمهات يعلموا الأولاد.. إن بابا محتاج هدوء علشان الحواديت لما بتتأخر أو تتقدم عن ميعادها بتجيب كوابيس وبتخلينا متاعيس مش شايفين سكتنا ولا سامعين حدوتة بابا المليانة بحكم ومواعظ تمس القلب والعين والفؤاد. ونسأل أبلة فضيلة أم الحواديت.. هي الحدوتة الأيام دي بتحكيها لمين.. وإزاي بابا يقولها بعد النوم وكان قالنا قبل كده النوم الساعة عشرة.. علشان نسمعها يوم الاتنين كل دقيقتين.. علي كل الشاشات والفلاشات شايفنها معمولة في نهار يوم الحد.. قالت عمري ما سمعت ولا شفت حواديت تتقال العصر.. ونسمعها في نص الليل والناس نايمين وأنا متعودة دايما أحكيها الصبح لحبايبي الحلوين.. اللي ع المدرسة رايحين.. إنما يمكن عصر النت والفيس بوك وتويتر.. اللي سبقت أسد الغابة.. والعصفور المذعورة.. والتنين أبو ودنين. خلت حواديتنا محتاجة شوية مونتاج.. وكلام موزون.. وحنون.. للناس العاقلين اللي صاحيين يستنوا الفجر قبل ميعاده بساعتين. ونرجع للحدوتة.. إللي بابا قالها للملايين. نلقاها ملتوتة.. وعايزة شوية تحابيش وشوية فيتامين وكلام صح عن رغيف العيش.. اللي سرقه الفار.. وهرب من القطة الملعونة وسلمه للتموين.. وان العصيان بيعبر عن أننا عايشين في أمان.. وان الكل صريح وفصيح.. وان ولادي الكتاكيت عفاريت.. عاملين دوشه.. وبكرة حواري معاهم ح يكون عن ناس تانيين.. وان احنا عمرنا ما نخاف م الخوف ولا من الأسد.. ولا من التنين.. وان صباعي كان مرفوع بس للأطفال الوحشين.. اللي دايما أقولهم ياولاد.. امشوا شمال.. ألقاهم ماشيين يمين. بابا يا بابا.. يا أحسن بابا.. كلنا عايشين في كآبة بلاش وحياتك حواديت عن الكتاكيت العفاريت.. اللي رافضين يدخلوا في حوارات وياك ويعيشوا ويانا في تبات ونبات ويشجعوا صبيان وبنات يملوا الميادين ويعطلوا مسيرتنا ونهضتنا.. وخايفين من جماعتنا اللي جايبين الخير لغاية باب بيتنا.. وكمان وحياتك يا سي بابا.. بلاش حواديت بعد النوم.. أحسن نتأخر علي المدرسة ويفوتنا الباص.. ولا نعرف نتعلم ولا نتكلم.. ولا حتي نعيش الحدوتة من أولها ونعرف منك كل الحكايات والروايات والتعلب فات فات وفي ديله سبع لفات.