د. محمود عطىة ربما تكون انتخابات نقابة الصحفيين الحالية او بالتحديد التجديد النصفي لاعضاء النقاية وانتخاب النقيب تبدو الاكثر هدوءا في تاريخ انتخابات النقابة.. بل وتبدو الاكثر حسما من حيث عدم التنافس في عرض الخدمات والهبات التي كانت تعطي للصحفيين في صورة وعود انتخابية مقايضة علي الاصوات. رغم انني اري انها الاجدر بالسخونة والتنافس لما يحيق بالاعلام من مخاطر تهدده..ليس اقلها عدم المهنية والانحياز الواضح لفصيل معين ضد فصيل والدعوة له صراحة وكأننا في حفل دعائي انتخابي وليس في مهنة تحترم التقاليد والاعراف التي ترسخت عبر سنوات طويلة. ربما لانستطيع ان نجزم اي النقيبين يحسب علي الحكومة.. والنقيبان من مؤسسة صحفية كبري.. مؤسسة تتبع مجلس الشوري حسب القانون.. لكن البعض يحاول ان يراهن علي ان احدهما ممثل للتيار الحاكم.. والاخر معارض.. ولا افهم كيف نزج بتلك المفاهيم بعد ثورة يناير.. ولاننسي اننا امام انتخابات مهنية لنقابة ترعي احوال الصحفيين المهنية والاجتماعية وترعي حقوق الصحفيين امام غول المؤسسات واصحاب الصحف الخاصة. لسنا امام مفترق طرق في مهنة الصحافة والاعلام عامة..لأننا دائما وابدا امام مهنة تتآكل فيها المهنية قبل ان تتآكل حقوق الصحفيين.. واصبح البعص يتاجر ببعض البدلات التي تعطي للصحفيين ويستخدمها في استجلاب عمالة صحفية تدفع من اجل الدخول للنقابة للتمتع بهذه المزايا.. واظن ان ذلك من اخطر ما يمكن ان يهدد المهنة.. هؤلاء الجحافل الذين يملأون الصحف الخاصة والصغيرة منها ليس بدافع الانتماء للمهنة ولكن للحصول علي المزايا المادية الهشة.. اظن مخاطر تردي المهنية اخطر ما يواجه نقابة الصحفيين الموكل بها صيانة والدفاع عن المهنة حتي لانري المهنة وهي تنقرض..!