معني أن تحب مصر.. وتحب تراب هذا الوطن.. في تلك اللحظة الفارقة المريدة من حياتنا.. معناه أن نعطي كثيرا.. لكي نأخذ.. أن نفكر طويلا قبل الخوض في معارك كلامية دون أفعال واضحة.. صريحة.. علينا أولا أن نحول حبنا لمصر من شعارات وأغان وصراعات وتهديد ووعيد وتخوين إلي واقع نراه بأعيننا.. أن تكون مصر بالنسبة لكل واحد منا هدفا.. حلم نريد تحقيقه.. مصر هي أن نكتب بصدق.. نعمل بحرية.. نتعلم لنفهم.. نتكلم ليستمع لنا الآخرون. أن نحب مصر أن ننظر إليها بعقولنا.. وليس قلوبنا انها ليست نجمة في السماء ولا بيتا في خيال الشعراء.. أو أغنية نرددها دائما بل علينا تغيير مفهمونا عنها ونعتبرها كيانا مقربا الينا كيانا يحتوينا يحمينا.. يدافع عنا وندافع عنه.. أن نحول حبنا لها إلي مهنة نمارسها بشرف.. قضية يجب أن نخوضها بعدل ووضوح حقيقة تاهت بين اكاذيب كثيرة نرددها علي ألسنتنا. معني أن نحب مصر معناه أن نتحمل تلك المرحلة الصعبة.. أن نكافح للدفاع عنها واستردادها بجانب العمل بضمير والتفكير بحكمة علي أن نبدل خطط الصراع.. نحاور بهدوء ثم نستعد للهجوم إلي إن نصل إلي أهدافنا.. علينا الصبر والمثابرة علينا التروي في اطلاق احكامنا علي الآخرين علينا التحكم من أخطائنا وخطايانا.. علينا أن نحسم التفكير في الماضي لننظر إلي المستقبل بعيون أكثر وعيا ونضجا.. ويقظة.. ولذا يجب أن نتمسك بتفاؤلنا بثورتنا علي أن نبدأ من جديد ونحلم بأن يمنحنا الله القدرة علي قبول الاشياء التي لا يمكننا تغييرها. والشجاعة كل الشجاعة في الوقت المناسب علي تغيير الاشياء التي نستطيع تغييرها علينا أن نغير من أفكارنا البالية القديمة أولا ثم نعبر عن حبنا لمصر بالعمل علي تغيير ملامحها وملامح من يحاول تغيير وتهميش هويتها.. إنه الحب الذي نبحث عنه.. الحب المقرون بالعمل والفكر والمتجدد والابتكار.. والاضافة.. والبناء! شمس فريدة ثنائي رائع العقل والقلب ثنائي جمعهما الصدق والصداقة.. والحب أيضا حب يحمل الود والألفة والاخاء والضفاء ان صداقة فريدة الشوباشي لتؤام روحها شمس الاتربي هي صداقة من نوع طازج فريد إذا غابت الأولي شعرت الثانية بالفراغ.. وإذا غابت الثانية شعرت الأولي بالحيرة.. صداقة امتدت لسنوات عندما تراهما لاول وهلة تشعر بأن الاعين تتكلم قبل اللسان.. والقلب يعانق الأفكار قبل انطلاق الكلمات إن فريدة وشمس يجمعهما حب المعرفة وحب البشر وحب تراب مصر والتحدي والصراحة والوضوح. ينطبق عليهما المثل القائل.. »رب أخ لم تلده أمك«.. نعم إنهما ثنائي للود الجميل.. والحزن النبيل.. والدعابات المليئة بالضحكات التي تنطلق من القلب لتعبر عن كل الاشياء التي تدور وتقترب من عقلهما. رفيقة الرحلة ساعات قليلة تفصلنا عن عيد الحب.. الخميس 41 فبراير.. عيد الحب في هذا اليوم ولدت رفيقة عمري دنيتي الصغيرة التي أهرب إليها من صخب الحياة وزيفها ونفاقها.. زوجتي التي تحملت شطحاتي آهاتي آلامي جموحي طموحي لم تكن تحلم منذ زواجنا 41 عاماً حتي الآن إلا بأبسط الأشياء علمتني أن الحب لا يأتي أبداً دون أن يسبقه الاحترام.. إنها نموذج للاحترام.. والتفاني والهمس الرقيق عاشت معي أقسي وأشد واعنف المواقف في حياتي.. ساندت أفكاري أهدتني »نور ابنتنا الوحيدة« بعد سنوات طويلة من الانتظار.. اصبحت نور.. هي النور في حياتنا.. هي الفهم والتفاهم والقدرة علي العطاء بسخاء.. دون أن نفقد حبنا.. قدرتنا علي الحلم.. قدرتنا علي التواصل.. قدرتنا علي الحب المقرون بالاحترام.. عليك يا صديقي أن تعلن حبك لزوجتك ولا تخجل ولا تخاف عليك أن تجدد معها حياتك وتقول لها بهمس »أحبك« حتي إن كانت »نور« بينكما.. إنه الحب يا صديقي.