سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د. مرسي في افتتاح القمة الإسلامية.. والأولي بالقاهرة بعد ثورة 52 يناير الشعوب هي الباقية.. ومن يعلون فوق مصالح شعوبهم ذاهبون
مصر الثورة ملتزمة بدعم القضية الفلسطينية ومساندة الشعب السوري
افتتح الرئيس محمد مرسي أمس القمة الإسلامية الثانية عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي بمشاركة 62 من رؤساء وقادة وزعماء الدول الإسلامية أعضاء منظمة التعاون الاسلامي ومن بينهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والرئيس التركي عبد الله جول وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثان وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز والرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانج والرئيس السنغالي ماكي سال. وأكد الرئيس مرسي خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية علي أن مصر تتولي رئاسة الدورة الثانية عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي بعد ثورة 25 يناير المجيدة وفي مرحلة يعمل فيها المصريون علي بناء واقع جديد والتأسيس لمستقبل أفضل، وأشار الرئيس الي أن هذا المستقبل يقوم علي قاعدة مستقرة من مبادئ العدل والحرية والكرامة والديمقراطية والشوري مشيرا الي تطلع المصريين في هذه المرحلة أيضاً إلي توثيق أواصر متينة للتنسيق والتعاون والتكامل مع محيطهم الإسلامي والعربي و الإفريقي وإلي الانفتاح المثمر علي العالم كله علي أساس من التكافؤ والاحترام المتبادل مع احترام الهوية الحضارية لشعوبنا العظيمة. وشدد الرئيس في القمة التي تعد الأولي منذ ثورة 52 يناير 1102 التي تعقد بمصر علي أن القضية الفلسطينية هي حجر الزاوية لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم كله، مشيرا إلي ان بؤر الصراع والتوتر في العالم الإسلامي متزايدة وخاصة الجرح الفلسطيني والأزمة السورية، وأكد حرص مصر علي انهاء الأزمة السورية في أسرع وقت ممكن ودعا أطياف المعارضة السورية التي لم تنضم للائتلاف الوطني السوري للتنسيق معه ومؤازرة جهوده لطرح رؤية موحدة وشاملة، كما أكد أن مبادرة مصر الرباعية قائمة علي ثوابت واضحة في مقدمتها منع التدخل الأجنبي. ودعا الرئيس محمد مرسي قادة الدول المشاركة في القمة إلي اتفاق علي تأسيس آلية فعالة لفض النزاعات بالطرق السلمية بما يرعي مصالح الدول وحقوق الشعوب والحفاظ علي استقلال القرارات وتقليص التدخل الأجنبي المباشر وغير المباشر. الواقع.. والتحديات ولفت الرئيس إلي الموارد العظيمة التي يملكها العالم الإسلامي وقال أن الواقع يشير في ذات الوقت وعلي المستوي الاقتصادي ... إلي أننا لا نُسهم إلا بنصيب متواضع في الناتج المحلي الإجمالي العالمي... وبنصيب أكثر تواضعاً في مجالات البحث العلمي والابتكار وما تزال إحدي وعشرون دولة من دول منظمتنا ضمن الدول الأقل نمواً في العالم. ومثلها ضمن الدول الأقل في مستوي التنمية البشرية، كما أن بؤر الصراع والتوتر متزايدة وخاصة في فلسطين وسوريا. وأشار إلي أن كل أجهزة المنظمة ومؤسساتها تعمل علي تحقيق التكامل في مجالات التعاون المختلفة. ودعا مرسي جميع الدول الأعضاء وأجهزة المنظمة المعنية لدفع العمل في مختلف القطاعات، واعدا دول المنظمة ببذل قصاري الجهد خلال رئاسة مصر للدورة الثانية عشرة للقمة لتدعيم التعاون والعمل الإسلامي المشترك ... ورفع مستوي التنسيق بين مؤسسات وأجهزة منظمتنا. وأكد الرئيس أن هناك قضايا كبري خاصة بحاضر ومستقبل العالم الإسلامي ينبغي معالجتها - إضافة إلي الأزمات والمشكلات التي تعتري بعض الدول والأقاليم وحدد أبرزها في: المشكلات الناشئة عن القصور في النواحي التعليمية والثقافة الدينية وتراجع قدرة المجتمعات علي توفير التنشئة الدينية السليمة باعتبارها السبيل الوحيد لمواجهة جذور التطرف والعنف . الصورة السلبية عن الإسلام والمجتمعات الإسلامية وقال انه رغم ان هناك أطرافا خارجية لها أغراضها الخاصة ساهمت في رسم تلك الصورة... إلا أن دولنا تتحمل دون شك نصيبها من المسئولية في ذلك. ظاهرة الإسلاموفوبيا أي كراهية الإسلام وهو مايدعونا لمناقشة الأمر بما يستحقه من اهتمام كبير مع شركائنا في المجتمع الدولي ونشعر بالقلق العميق لما تتعرض له الأقليات المسلمة في عدد من بلاد العالم . ودعا د. مرسي باسم دول المنظمة دول العالم ومؤسساته الدولية إلي اتخاذ الإجراءات وإصدار التشريعات اللازمة لمواجهة كل محاولات إثارة الكراهية والتمييز والعنف ضد الأشخاص بسبب خلفياتهم العرقية أو العقائدية. دور محوري للأزهر تعزيز وتفعيل الحوار والتفاهم بين العالم الإسلامي وبين الدول والتجمعات الأخري علي نحو يضمن تحقيق الاحترام المتبادل ويجسر هوة الثقة بينها. ضرورة التصدي للفتن المذهبية والطائفية من خلال الحوار والتثقيف ... باعتبار ان تلك الفتن، إن لم نُخمدها معاً، فإنها سوف تسري في جسد الأمة.. وقد تفلح، في تحقيق ما فشل أعداء الأمة في تحقيقه من خارجها... وأشاد الرئيس مرسي بما تم الاتفاق عليه خلال القمة الاستثنائية الأخيرة بمكة المكرمة بإنشاء مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية في الرياض ... وأكد أنه من دواعي فخر مصر أن أزهرها وعلماءها كانوا وسيظلون، رافعي لواء العلوم الإسلامية، في سبيل احتواء خطر الفتنة ونشر صحيح الدين في كل بقاع العالم الإسلامي. ماتعانيه بعض الدول من أوضاع اقتصادية أو إنسانية صعبة سواءً بسبب خلل هيكلي أو جراء كوارث طارئة... يستدعي النظر في تطوير منظومة الإغاثة القائمة وإعادة هيكلة الصناديق الإغاثية للمنظمة بما يضمن تنميتها وزيادة فعاليتها والتفكير في وضع آليات للإنذار المُبكر تضمن المساهمة في منع أو معالجة آثار مثل تلك الكوارث.. هذا بالإضافة إلي.الاتفاق علي تشكيل آلية تنسيقية بين الجمعيات الإغاثية ومؤسسات المجتمع المدني داخل الدول الأعضاء . دعم القضية الفلسطينية وأكد إن مصر بثورتها التي قامت لإعلاء قيم الحرية والديمقراطية والشوري والعدالة الاجتماعية وبتاريخها مُلتزمة بكل ثبات ووضوح بدعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة... حتي ينال حريته في وطنه المستقل.وقدم الرئيس التهنئة للفلسطينين علي النجاح الذي تحقق بصدور قرار الجمعية العامة للأمة المتحدة للارتقاء بوضعية فلسطين إلي دولة مراقب مؤكدا ضرورة العمل المشترك لوقف الأعمال الإستيطانية علي الفور ودون تأخير. الأزمة السورية وطالب الرئيس مرسي في هذا الإطار النظام الحاكم في سوريا أن يقرأ التاريخ و يعي درسه الخالد: إن الشعوب هي الباقية وإن من يعلون مصالحهم الشخصية فوق مصالح شعوبهم ذاهبون لا محالة. وأشار الي أن مصر بدأت حواراً مع الأطراف الإقليمية والدولية المعنية من أجل التوصل إلي تسوية للأزمة السورية تحقق تطلعات شعبها في مستقبل أفضل. ودعا مرسي جميع الدول الأعضاء لمساندة تلك الجهود.. كما دعا المعارضة السورية أن تسرع في اتخاذ الخطوات اللازمة لتكون مستعدة لتحمل المسئولية السياسية بجميع جوانبها حتي إتمام عملية التغيير السياسي المنشود بإرادة الشعب السوري وحده. وأكد مرسي أن الأوضاع الإنسانية في سوريا بلغت مبلغاً خطيراً وفي كل يوم يزداد تدهوراً للأسف، مشيرا الي نزوح أكثر من مليون ونصف المليون سوري من قراهم ومدنهم و باتت أوضاعهم المعيشية بالغة الصعوبة... كما هاجر مئات الآلاف خارج سوريا. وأشار الرئيس مرسي أنه قام بإصدار تعليمات بمعاملة السوريين في مصر معاملة المصريين في تلقي العلاج والالتحاق بالتعليم ... ووجه الشكر لدول الجوار السوري علي ما تبذله من جهود مشكورة في استقبال أشقائنا السوريين وتقديم العون لهم. وفيما يخص الأوضاع في أفريقيا قال الرئيس مرسي أن الجميع يتابع بقلق بالغ التصعيد الحادث في مالي، وقال ان مصر تؤكد علي دعمها لوحدة الأراضي المالية وسلامة شعبها وتراثها الثقافي، ودعا الرئيس مرسي إلي التعامل مع الوضع في مالي ومع أي حالة مشابهة من منظور شامل يتعامل مع الأبعاد المختلفة للأزمة ويعالج جذورها سياسياً وتنموياً وفكريا وأمنيا في الوقت الذي يراعي فيه حقوق الإنسان وهو ما يؤكد من جديد علي أهمية دعم جهود التنمية في منطقة الساحل... خاصة في الشقيقة مالي وطالب الرئيس مرسي دول المنظمة بدعم جهود إعادة إعمار الصومال . وقال أن أحداث العنف الطائفية ضد مسلمي ولاية "راكين" بجمهورية ميانمار خلقت وضعاً لا يمكن السكوت عنه. وأكد الرئيس أنه لابد من الاستجابة السريعة للجهود الدولية لحماية مسلمي الروهينجا وعلي الأممالمتحدة والمجتمع الدولي أن يكيلا بمكيال واحد... وأن يشددا علي احترام وضمان حقوق المسلمين في ميانمار.