بعد أن غرسنا شجرة الحرية بعرق السجون وارتوت بدماء الشهداء ، وحين أثمرت وحان قطافها تسابق الجميع إلي ثمارها، وما إن تذوقناها فإذا هي بثمرة مرٌ طعمها كريه رائحتها تزكم الأنوف وتعلق بالحلوق ، إنها ليست شجرة الحرية إنها للأسف تلك الشجرة التي اخرجت آدم من الجنة ، أنها شجرة الخلد وملك لا يبلي. لا أري في المشهد السياسي الإ من يحكم ومن يعارض وثالثهما الشيطان ، والكل خاسر إلا الشيطان ، فها هي جموع من (المسلمين) تهتف بسقوط حكم الإخوان (المسلمين) وتنادي أين الجيش وقد سبق لها أن هتفت ( يسقط يسقط حكم العسكر) ، وتتعالي أصوات أخري (إسلامية إسلامية) رغم أننا دولة إسلامية منذ الفتح الإسلامي ونطبق حاليا أكثر من 90٪ من أحكام الشريعة . وتري - ويا للعجب - جموعا من المواطنين يقذفون الأمن بالحجارة والمولوتوف والرصاص ثم يخرج علينا المواطنون ينادون أين الأمن ، وإذا رد الأمن العدوان ودافع عن المواطنين والمرافق العامة خرج الناس يصرخون الأمن يعتدي والشهداء يتساقطون ثم تقوم جموع أخري وتهاجم الأمن ويسقط مزيد من القتلي ثم ينادون في الناس أغيثونا أغيثونا !! ولا أعلم لماذا يتكرر المشهد مراراً وتكراراً دون حكمة أو عظة ، وأقسام الشرطة تتهاوي تحت موجات العنف وبتشجيع من بعض الإعلاميين - يكاد يصل إلي حد التحريض - ثم نسمع نفس الأصوات تتباكي علي الأمن المفقود وعلي الشهداء ودمائهم . الحكومة تريد محاكمة قتله الثوار والمعارضه تطالب بذلك ولكن أين هم القتلة .......... لا أحد يعلم والأرجح انهم في أحضان إبليس أو هم إبليس نفسه . وأما عن الإعلام وأبواق الدعاية للطرفين فأقل ما يقال فيهم أنهم من " الذين إذا اكتالوا علي الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون " فالإعتصام غير المرغوب فيه يسمي حصاراً ، والحصار حين يكون في المصلحة يطلق عليه اعتصام، والعنف والاحتشاد أمام المحاكم يمكن أن يسمي مطالب للثوار ويمكن أن يطلق عليه إعتداء علي القضاء وذلك حسب الموقف وحسب المزاج . ويتداعي الإقتصاد وتنهار العملة المحليه ، وتري الشماتة بارزة بالتصريح والتلميح ، وتهوي البورصة وتتعالي الأصوات أين الدول العربية وأين الإستثمار ، فإذا جاءت المعونه والغوث من إحدي الدول انبري المناهضون بالإتهامات والتلويح بالأجندات الغربية وبأنها تريد شراء الوطن ، وإذا جاءت فكرة الصكوك الإسلامية لتكون أداة إضافية من أدوات الإستثمار وجمع اموال لها خلفية فقهية محددة، قيل إنها من ادوات الإستعمار وبيع أصول مصر . ومن بين ألسنه اللهب تعالت صيحات عاقلة ومخلصة لإجراء حوار وطني شامل للم الشمل ثم جاءت دعوة الرئاسة للمعارضة إلي حوار مفتوح و لكن دون تحديد أو تفصيل ودون التعرض صراحة لأهم مطالب المعارضة وهي قانون الإنتخابات وتعديل الدستور. وأمام هذا المشهد الكئيب الذي يتقاتل فيه المصريون علي كل الجبهات والذي أري فية تحقق قوله تعالي "قلنا اهبطوا منها جميعاً" فلا أملك إلا أن أدعولنا جميعا بالهدايه فهي الملاذ الأخير واستكمل الآية "فإما يأتينكم مني هدي فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون"