في ظل الحالة الحرجة التي يمر بها الوطن الآن، ووسط دوامات الصدام وعواصف العنف التي تتجاذب سفينة الدولة ومؤسساتها، واعمدتها الرئيسية، وتكاد ان تطيح بها، وتجعلها اثرا بعد عين، تصبح المصارحة واجبة، والمكاشفة ضرورة، وكلمة الحق فرض عين، مهما كانت قاسية أو مريرة، حيث لا وقت نضيعه في البحث عن معسول الكلام، أو محاولة تجميل المعاني. وفي هذا السياق لابد أن نلقي بالتبعة المباشرة فيما وصلنا اليه الآن، من حال لا يرضي احدا علي الاطلاق، بل لعله الأسوأ في تاريخ البلاد، علي جميع القوي والتيارات والجماعات والأحزاب السياسية المتواجدة علي الساحة المصرية، بكل صنوفها وألوانها، سواء ذات المرجعية الدينية، أو ذات المرجعية المدنية. وفي اطار المصارحة والمكاشفة لابد ان نحمل هذه القوي وتلك الأحزاب سواء التي في الحكم أو في صفوف المعارضة، المسئولية الكاملة عما نعاني منه الآن من حالة الاحتقان السياسي والاجتماعي الحادة والسائدة بطول وعرض البلاد وما صاحبها من عنف متصاعد، وانقسام واستقطاب ظاهر بين جميع الفئات، وخلاف مشتعل حول جميع القضايا المتصلة بالمسيرة الوطنية. ونحن في ذلك نقول لهؤلاء جميعا بوضوح، لقد أسأتم للشعب والدولة عندما جعلتم الخلاف والصدام عنوانا للعلاقة بينكم، بدلامن الوفاق والاتفاق، وعندما شغلكم الصراع علي المغانم، والرغبة في الاستحواذ علي السلطة والحكم، عن أي شيء آخر، وراح كل منكم يكيل الاتهامات للآخر، ويحاول اقصاءه، متجاهلين الحقيقة المؤكدة بأن الوطن يحتاج الي جهد كل ابنائه ومواطنيه، وانه لهم جميعاً ومن حقه عليهم ان يشارك الجميع في صنع مستقبله. ونقول لطرفي المعادلة علي الساحة السياسية، سواء هذه التي في السلطة والحكم أو تلك التي في المعارضة، انكم تغافلتم عن الإدراك الواعي بأن استمرار حالة الاحتقان والانقسام الحادة القائمة في المجتمع، نتيجة خلافاتكم المشتعلة، وصراعاتكم المتفجرة، هي الطريق المؤدي لجميع النتائج والانعكاسات السلبية التي بدت واضحة الآن، في العديد من ظواهر العنف والصدام المتصاعدة، والتي باتت تهدد أمن واستقرار الوطن، وسلامة كيان الدولة. والآن..دعونا نأمل ان يثوب الجميع الي الرشد، ويسعو لوضع نهاية عاجلة وسريعة لحالة الانقسام والاستقطاب القائم، ويعملون بإخلاص لسد الذرائع امام الفتنة والانفلات والفوضي، وغلق المنافذ امام العنف وسفك الدماء.