الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات اعلن عام 8891 قيام الدولة الفلسطينية، ولكنه كان اعلانا عاطفيا، اكبر تقدير حظي به لحظتها، قول بعض الدول، من حقه ان يعلن ذلك حتي لو كانت حكومة في المنفي، ومن حق شعبه في ارض ووطن، واليوم يتجدد الحديث عن التوجه الي الاممالمتحدة لاعلان قيام الدولة الفلسطينية.. وان حدث ذلك ونجحت الجهود الفلسطينية والعربية في اعلان الدولة من منبر الاممالمتحدة، سيكون ذلك الاعتراف الدولي الرسمي بوجود دولة فلسطين. وهذا هو الفرق بين دولة 88 ودولة 0102 او 1102 حسبما يحدث ذلك ان حدث، وصعوبة حدوثه تكمن في مواجهة امريكا وعدد كبير من الدول الاوروبية لاعلان الدولة الفلسطينية من طرف واحد.. ويفضلون قيام الدولة عبر المفاوضات مع اسرائيل والاتفاق علي كل نقاط الخلاف، حتي يحل سلام دائم. والحقيقة هذا هو الافضل، ولكن تحقيقه يرجع الي اسرائيل الرافضة حتي الان لكل جهود السلام، لان الاتفاق علي الدولة عبر المفاوضات يعني الاتفاق النهائي علي السلام والدولة والتقدم بعد ذلك الي الاممالمتحدة لتصبح عضوا بهاكامل العضوية تتمتع بالمزايا والعلاقات الطبيعية مع اسرائيل وغيرها من دول العالم، اما الاعلان الاحادي في الاممالمتحدة فهو اعتراف رسمي بقيام دولة تحت الاحتلال ويظل الامر معلقا بالكفاح الدبلوماسي لحصول الشعب الفلسطيني علي حقه في الاستقلال وعودة اراضيه، وهي خطوة مهمة تعطي زخما سياسيا ودبلوماسيا للقضية الفلسطينية، التي ستصبح حينذاك دولة محتلة. وهو امر يقوي الموقف الفلسطيني والعربي سياسيا وقانونيا علي المستوي الدولي حتي يحصل الشعب المحتل علي استقلاله، كشعب دولة عضو بالاممالمتحدة، تسانده المواثيق والقوانين الدولية والاجراءات التي ينص عليها القانون الدولي وميثاق الاممالمتحدة ضد الدولة المحتلة، وليس كما هو الامر الان من جهود الوساطة الامريكية او غيرها. وهذا هو سر رفض اسرائيل وامريكا لهذه الخطوة، وتهديد كليهما بأن هذا الاجراء ان حدث سوف يدخل عملية السلام بالمنطقة في نفق مظلم لفترة طويلة.. وهنا تكمن المشكلة في ضعف الموقف الدولي والاممالمتحدة لاجبار اسرائيل علي تنفيذ قرار الاممالمتحدة بالانسحاب من الاراضي المحتلة، والاعتراف بكل عناصر الدولة ذات السيادة وكاملة العضوية بالاممالمتحدة، لها من الحقوق وعليها من الواجبات مثل اي دولة في العالم. وسيظل الموقف معلقا بإسرائيل وامريكا لتنفيذ قرار الاممالمتحدة ووجود دولة فلسطين علي ارض الواقع. اللجنة الوزارية لمتابعة عملية السلام، كان الموقف واضحا امامها، الظروف الراهنة، والاحتمالات المتوقعة للبدائل المطروحة وكيفية ضمان نجاحها.. ولذلك كان القرار في اجتماع اللجنة بمدينة سرت الليبية يوم 9 اكتوبر، بمهلة فترة 03 يوما للجانب الامريكي لتكثيف جهوده واستغلال هذا الوقت الاضافي لاقناع اسرائيل يوقف الاستيطان حتي يمكن العودة الي المفاوضات واذا فشلت امريكا في ذلك وهو المتوقع، فان امل العرب عدم وقوفها في وجه اعلان الدولة الفلسطينية كاملة العضوية بالاممالمتحدة، بدلا من وضعها الغريب الحالي، لفلسطين فهي، ليست بالعضو المراقب، ولا العضو كامل العضوية.