السبت: أحوال مصر وما آلت إليه ظروفها الاقتصادية والسياسية تدمع القلب وتهز الوجدان وتثير في نفوسنا الاحباط.. فالملايين من محدودي الدخل اصبحوا تحت خط الفقر لا يجدون قوت يومهم.. والشباب يبحث عن فرصة عمل.. فالمزارع البسيط لا يتبقي له شيء بعد بيع محصوله بسبب الارتفاع الكبير في أسعار مستلزمات الانتاج الزراعي.. وآلاف المصانع توقفت عن العمل وتحول العاملون فيها إلي البطالة.. والسياحة تآكلت والخسائر تتفاقم والانفلات الأمني مازال مستمرا.. والبلطجة أصبحت السمة السائدة في الشارع.. ونحن نغرق في بحر من الفوضي. كل هذا يتراءي لي صباح كل يوم.. لذا فان الإنسان يواجه هذه التحديات بنفض الكسل والسعي للحركة والعمل حتي لا يدخل في دوامة الاحباط.. وهذه الحالة يعيشها معظم المواطنين خاصة عندما يرون البعض ممن يحاولون هدم كل عمل ناجح أو الانتقاص من الجهد أو نشر الشائعات الكاذبة.. أو الاضرار بمكان عملهم.. أو وقف الانتاج من أجل التظاهر والاعتصام.. أو تعطيل حركة المرور والسير عكس الاتجاه. اننا نحاول ان نلتمس جرعة من التفاؤل.. ونبحث عن بصيص الأمل وسط الظلام من خلال بعض الانباء المبشرة عن نجاح باحث مصري في اكتشاف علمي أو حصول مصريين علي جوائز عالمية أو تولي الدكتور محمد العريان لمنصب اقتصادي في الإدارة الأمريكية لانقاذها من الأزمة الاقتصادية أو في دوران عجلة الانتاج في مشروع جديد أو زيادة تحويلات المصريين في الخارج أو في صمت الحنجورية عن الصراخ والعويل لهز الاستقرار.. اننا مازلنا متمسكين بالأمل ومتمسكين أيضا بالتفاؤل في غد أفضل نجتاز فيه مشاكلنا. إرهاصات الإثنين: تأتي لحظات علي الإنسان يتخيل فيها شريط حياته منذ كان جنينا في بطن أمه مرورا بسنوات الطفولة والصبا والشباب والشيخوخة.. فالجنين يشعر ويحس ويفكر بعد ان يتكون داخل بطن الأم.. فهو يسمع من حوله.. ويشعر بأفراحهم وأحزانهم وتكون ردود الفعل ضربات تشعر بها الأم.. وعندما يولد ينزعج من الحياة الجديدة ويدخل في نوبات من البكاء المستمر حيث اكتشف العلماء ان هذا البكاء يساعد في توسع مدارك الطفل واعضائه ثم ينمو رويدا رويدا.. وينمو عقله ويتعرف علي لغة الخطاب مع من حوله إلي ان يصل لعمر الدراسة خارج المنزل. وهكذا تستمر الحياة بنا.. فالإنسان لا يختار والديه أو كيفية حياته.. فالله سبحانه وتعالي رسم لكل منا حياته.. حتي عندما يصبح الإنسان قادرا علي الاختيار فانه يكون أيضا مصيرا إلي ما يرتكبه من اخطاء أو أفعال حسنة.. ودائما ما يعود الإنسان إلي الوراء ويقول لو انني فعلت كذا لكنت في ظروف أفضل أو لو انني تخصصت في دراسة معينة لكنت احسن.. وهو لا يعلم ان حياته لو اختلفت لتعرض لظروف اسوأ.. وفي النهاية القناعة والرضا بما قسمه الله تقود الإنسان إلي الهداية والإيمان وحب الآخرين ونزع الكراهية والحقد من نفوسنا وعدم الاستعلاء بالقوة والجاه والمال وكلما كان الإنسان بسيطا وصادقا وامينا في عمله وعلاقاته اكتسب خير الدنيا وثواب الآخرة.. إنها مجرد إرهاصات تتراءي لنا. الإعلام المنفلت الأربعاء: بسبب الفوضي والعشوائية وعدم وجود ميثاق إعلامي انفلت الإعلام المصري وظهرت لغة جديدة في خطابه تشمل التحريض والاثارة وإهانة الرموز وكأن هذه الأساليب هي الوسيلة للإقبال علي الفضائيات أو الصحف الخاصة بل واحيانا في الصحف القومية.. وهناك فرق كبير بين النقد والتجريح واستغلال الاخطاء أبشع استغلال والتشكيك في كل رأي أو قرار وتحميله أهدافا سيئة بعيدة عن صاحب الرأي أو القرار إضافة إلي فتاوي الفتنة التي تهدد ليس المواطنين فقط بل أيضا الحياة في مصر وتثير مخاوف السائحين والمستثمرين. اننا في حاجة لتطبيق ميثاق شرف اعلامي يعيد الحيدة والتوازن للفضائيات وأيضا ميثاق شرف صحفي يلتزم به الصحفيون والكتاب لضمان حقوق المشاهد والقارئ وألا يتعرض للغة الاسفاف في إطار الفوضي الإعلامية السائدة علي الساحة وهذا الميثاق لابد ان يساهم في وضعه خبراء الإعلام والأساتذة في هذا المجال وأيضا ان يقوم رموز الصحافة المصرية من كبار الكتاب أصحاب الخبرات الطويلة بوضع ميثاق شرف صحفي يلتزم به جميع الصحفيين والكتاب. لابد من إعادة الانضباط للاعلام المصري دون الحد من حرياته وتأمين العاملين فيه ماديا ومعنويا. التكتلات الاقتصادية العربية تسعي العديد من الدول العربية لإقامة تكتلات اقتصادية منفصلة.. مثلما في مجلس التعاون الخليجي والتكتل المغاربي وغيرها من التكتلات الأخري.. والغريب ان هذه التكتلات يتم استبعاد مصر منها رغم ما قدمته للاشقاء العرب طوال العقود الماضية.. ووجود مصر في أي تكتل اقتصادي عربي هو لمصلحة أعضاء التكتل من الدول العربية التي تسعي دوما لتأمين امنها من خلال علاقاتها مع مصر.. لذا فان القمم الاقتصادية العربية تستفيد منها بعض الدول العربية ولكن كل المشروعات التي اقرتها القمم السابقة لم تجد طريقها للتنفيذ بسبب الأوضاع السياسية العربية رغم النجاح الكبير للاتحاد الأوروبي ووحدته الاقتصادية التي تحققت في ظل اختلاف اللغات في الدول الأوروبية وأيضا النظم السياسية ومع ذلك وجدت ان مصالحها لا يمكن ان تتحقق إلا من خلال الاتحاد الأوروبي والوحدة النقدية.. لذا لم تحدث مخاوف في الدول الأوروبية التي تواجهها أزمات اقتصادية طاحنة مثل اليونان واسبانيا والبرتغال وإيطاليا فهذه الدول تؤمن نفسها من خلال عضويتها في الاتحاد الأوروبي. اعتقد ان من الضروري ان تنظر الدول العربية لمصالحها دون النظر لخلافاتها السياسية فالتكامل الاقتصادي العربي هو التحدي الأهم لمواجهة العالم.. لذا كانت دعوة السفير محمد الربيع الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية والتي نظمها الدكتور محمد ربيع رئيس جامعة الدلتا للعلوم والتكنولوچيا لعقد مؤتمر لتعظيم دور الإعلام الاقتصادي العربي في ظل المتغيرات الاقتصادية الاقليمية وجدت صداها لدي كبار الكتاب والصحفيين والإعلاميين لتأخذ طريقها للتنفيذ لمخاطبة المواطن والمستثمر العربي لأهمية التكامل الذي يحقق مصالح الشعوب العربية.