حقيقة أنني هنا لست في مقام الدفاع عن جامعة المنوفية تلك الجامعة التي تضم بين جنباتها 22 كلية ومعهداً وتخدم أبناء محافظة المنوفية خاصة ومصر عامة فتضم كليات ومعاهد ليس لها نظيرفي مصر . كلية الهندسة وتكنولوجيا الاتصالات بمدينة منوف ( معهد الهندسة الوراثية ) ومعهد الكبد القومي وتقدم هذه الجامعة الخدمة ل80 الف طالب ( منهم 55 ألف طالب بالجامعة الأم بمدينة شبين الكوم و25 الف طالب بفرع الجامعة بمدينة السادات ) والتي تضم كليات ومعاهد متميزة تقوم علي خدمة المجتمع والبيئة .... والفضل في انشاء هذا الفرع يرجع لمحافظ همام تولي مسئولية المحافظة 29/99 وهو المستشار عدلي حسين ورئيس جامعة سابق لعصره أ.د. صقر أحمد صقر وللمؤتمر الدولي الأول للنيماتودا والذي عقد في 24 ديسمبر 1994 بمدينة السادات والذي تمخضت توصياته عن انشاء فرع للجامعة بمجمع الوزارات بمدينة السادات والذي تم شراؤه من الدولة في اليوم الختامي للمؤتمر ويضم هذا الفرع كليات للطب البيطري والسياحة والحقوق والتجارة والتربية الرياضية وأول معهد للهندسة الوراثية ومعهد البيئة الصحراوية ، تلك الجامعة التي انتقلت بخريطة المنوفية من المحلية الي العالمية فالجامعة تضم اكثر من أربعة ألاف عضو هيئة تدريس وثلاثة عشر الفا من العاملين يقومون علي خدمة الطلاب وكليات الجامعة ومراكزها المتخصصة - كمراكز الخدمة العامة - وتسويق البحوث والخدمات الجامعية والدراسات الاستراتيجية - وتكنولوجيا المعلومات وتطوير التعليم والمطبعة المتميزة وغيرها وغيرها . وجامعة المنوفية تميزت بوجود كليات عريقة ككلية الزراعة التي أنشأت عام 1942 كإحدي كليات جامعة ابراهيم باشا (عين شمس حالياً ) - والتي شهدت علي تفوق الفلاح المنوفي علي جميع اقرانه في مصر - وساهمت في النهضة الزراعية في مصر وتخرجت فيها اجيال من عمالقة الزراعة في مصر أمثال أ.د محمد القاضي . أ.د محمد أبو الغار و أ.د محمد ناجي شتلة ووزير التموين الأسبق و أ.د عثمان الخولي الذي أرسي قواعد السياسة الزراعية المصرية الحديثة - تلك الكلية التي تخطت بحوث علمائها حدود العالمية في مجالات استنباط الاصناف كالاقماح والشعير العاري والبرامج المستحدثة لمكافحة الافات النيماتودية في الاراضي المصرية الجديدة وريادتها العالمية في هذا المجال بإحتضانها للجمعية الافرواسيوية للنيماتودا أكبر الجمعيات العلمية العالمية والتي تصدر عنها كبري المجلات العلمية International J. of Nematology .. وشهرة الكلية الكبيرة في ادخال سلالات داجنة جديدة وتهجينها لتساهم في نهضة صناعة الدواجن في مصر - لتكتفي مصر لأول مرة في صناعة اللحوم البيضاء وتقوم علي تصدير الفائض. اما عن معهد الكبد القومي ودوره الوطني في علاج أمراض الكبد في مصر والعالم العربي فحدث ولا حرج .. اما عن كلية طب المنوفية ومستشفياتها والتي تستقبل 15 الف مريض يومياً وتقدم خدمات رائعة لابناء المنوفية ... فأصبح المواطن في المنوفية في أمن من الجهل والفقر والمرض . ولكن الذي هالني تلك الحملة الشرسة علي الجامعة تحت شعار غسيل الشهادات ... بالتعليم المفتوح بالجامعة والمفضوح علي مستوي مصر كلها والذي ما كان له أن ينفتح بهذه العجلة - في مناخ سيئ يمر به التعليم عامة في مصر ...فللاسف الشديد أن تلك الحملة لاتطال شخصاً بعينه أو تخصصاً بعينه او كلية بذاتها ... ولكنها طالت سمعة أبناء الجامعة في الداخل والخارج ... ولعل ال e-mails - والاتصالات التي تلقيتها منذ تلك الحملة - من أبنائنا العاملين في اماكن مرموقة بالدول العربية - وأبنائها المبعوثين والذين يتولون مواقع متميزة بتلك الدول منذ نشر فضائح التعليم المفتوح - بالصحف والبرامج الحوارية والفيس بوك... يكاد يدمر مستقبلهم بهذه الدول ... بل إن الكارثة الكبري ستكون في آثارة اللاحقة علي المتقدمين لأية وظائف أو أعمال مستقبلية ... بالخارج ... أما عن المستوي الداخلي ... فالكارثة سوف تكون أعظم وأشرس . انني هنا لست مدافعاً .. عن تصرفات لزيد أو عبيد في الجامعة ولكنني ادافع عن كياننا في تلك المؤسسة العلمية والتعليمية الكبري والتي تساهم في بناء وتربية أجيال ... والسؤال الحائر هنا هل التعليم المفتوح في مصر هو دعوة حق يراد بها باطل أم هو محو لأمية الكبار بمرسوم عال وللحديث بقية باذن الله عن التعليم المفتوح بين الواقع والمأمول. ورفقا بجامعة وأبناء المنوفية . كاتب المقال :الاستاذ بجامعة المنوفية المشرف العام علي مركز الدراسات الوطنية