لخص هشام رامز الرئيس الجديد للبنك المركزي المصري مشاكل الاقتصاد في توقف عجلة الإنتاج والمنافسة الشرسة للصناعات المحلية مع مثيلتها المستوردة الأرخص ثمنا والأكثر اتقانا وقلل من ارتفاع أسعار الدولار لأن لدينا مصادر دولارية كثيرة وأن الوضع الاقتصادي لن ينصلح إلا بالاستقرار السياسي وأن المشكلة الآن ليست في سعر الدولار الذي يرتفع، وإنما في انهيار الاقتصاد وتوقف عجلة الإنتاج وأن الحديث عن إفلاس مصر شائعات هدفها سيئ وتم تكذيبها لأن الاقتصاد المصري مازالت لديه كافة المقومات للنهوض.هذا الكلام يدعونا إلي التفاؤل وينفي ما أشيع لأن استقالة الدكتور فاروق العقدة كانت بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية . رامز لم يكن بعيدا عن مشاكل الاقتصاد ويستطيع وضع خطة سريعة لوقف نزيف الخسارة للجنيه أمام الدولار لطمأنة المصريين ووقف محاولات إعادة السوق السوداء التي تؤثر علينا بشكل مباشر والتي يسعي أصحاب النفوس المريضة لانشاؤها. وما يحاول البعض ترويجه من أن استقالة بعض قيادات الجهاز المصرفي مثل طارق عامر ماهي إلا خطوة تليها استقالات أخري احتجاجا علي الأوضاع الاقتصادية هو كلام عار من الصحة تماما . لابد أن ننظر إلي الأصول التي تملكها الدولة وليس لارتفاع الدولار الذي لا يعد أداة استثمار مثل الأصول العقارية وارتفاع سعره ليس نهاية الدنيا وعلينا الانتباه للإنتاج والنجاة بالاقتصاد وتحديد أهداف يجب التركيز عليها مثل إعادة الثقة في الاقتصاد وإدارة عجلة الإنتاج، خاصة أن المستثمرين الأجانب ينتظرون الاستقرار للدخول في السوق المصري المتميز والأوسع في المنطقة . تكاتف المصريين مطلوب أكثر من أي وقت مضي وعلي الإعلام المريض أن يتوقف عن بث سمومه وشائعاته المغرضة عن الإفلاس فمصر لن تتعرض لشبح الإفلاس ولن تتوقف عن دفع أقساط الديون الخارجية التي قال الخبراء إن معظمها بالجنيه وليس بالدولار .. مصر ولله الحمد ستمر من عنق الزجاجة بشرط أن نعود إلي العمل والإنتاج وأن تتحرك الدولة بكل جدية نحو عدم السماح بإغلاق الشوارع والميادين وإذا لم تستعد الدولة هيبتها في الشارع فلنقل علي اقتصادنا السلام . مشكلة الاقتصاد الحقيقية في رأيي تكمن في السوق السوداء الموجودة في كل سلعة تدعمها الدولة وللأسف يباع البنزين والسولار وأنابيب البوتاجاز علنا في الشوارع تحت بصر وسمع الحكومة التي تخشي مواجهة البلطجية وتسترضيهم وهذا الموقف المعلن من الدولة بكل أجهزتها هو موقف مخز بكل ما تحمل الكلمة من معني ولا يبعث علي الاستقرار وبالتالي لن يتعافي الاقتصاد ويستمر نزيف الخسائر . إغلاق الشوارع وسكوت الدولة تحت حجج زائفة وواهية ورفع شعارات الديمقراطية سوف يزيد الموقف تعقيدا وصدقوني إذا قلت لكم أن هناك أناسا في هذا البلد يترحمون علي أيام مبارك !!