أتفحص الكلمات بدقة .. أبحث عن مثلها اليوم.. يشغلني المعني الذي مضي مع ذاك الزمن ولم يعد وأصبح من الذكريات.. اسأل نفسي هل عقمت مصر من الشعراء والملحنين والمطربين.. ذاكرتي لم تعد تعي ما تسمعه أذني في أيامنا هذه.. هل تغيرت مصر إلي هذا الحد ووصلت إلي " هاتي بوسه يابت ". في زمن مضي هو الآخر قامت الدنيا عندما ظهر صاحب يا بنت السلطان حني علي الغلبان وسلامتها أم حسن وقالوا وقتها إن مصر خرجت لتوها من هزيمة يونيو 1967 وبعد الحرب دائما تحدث هذه الهزات وعندما تستقر أمورها سوف تعود.. هكذا قيل لكننا وصلنا بعدها إلي هذا الوضع المزري الذي لم نعد نسمع فيه كلمات مثل التي كانت تغنيها ثومه ونجلس بالساعات نسمعها ولا تصاب آذاننا بالتلوث.. اليوم تخدش الكلمات حياءنا.. كلمات غريبة علي مسامعنا وأتذكر بيرم التونسي ورامي وعبدالفتاح مصطفي ومرسي جميل عزيز وكامل الشناوي وحسين السيد وإسماعيل الحبروك ومأمون الشناوي وعبد الوهاب محمد ومحمد حمزة والخال الابنودي وكل فرسان الكلمة التي هيأت مسامعنا وغرست فينا كلمات وذكريات لا تنقضي ولا تغادرنا . هذا هو بيرم التونسي أتمعن في الكلمات التي تشهد علي عبقريته : أنا و حبيبي يا نيل غايبين عن الوجدان يطلع علينا القمر و يغيب كأنه ما كان فايتين حوالينا نسمع ضحكة الكروان علي سواقي بتنعي ع اللي حظه قليل . ومن بيرم إلي عبد الفتاح مصطفي وهو يقول : الهجر أهوَن من عذابي في قربك ولا اشوفشي يوم اندم عليه وأنا جنبك وكفاية أعيش بالذكريات في بعادك وأنا عشت أكتر من حياتي في حبك بالحب وحده أنت غالي عليا بالحب وحده أنت ضي عنيا بالحب وحده وهو وحده شويه.. لا يا حبيبي . مين اللي قال عزك في ذُل خضوعي ؟؟ ولا غلاوتك في الهوي بدموعي ؟؟ وأسمع رامي شاعر الشباب .. صعبان عليا اللي قاسيته في الحب من طول الهجران ما اعرفش إيه اللي جنيته من بعد مارضيت بالحرمان.. فضلت اقول الزمان غير علي البعد حالك.. والا الرضا بالهوان كتَّر عليا دلالك . ومن رامي لمأمون الشناوي : ذكريات حبي و حبك ما انساهاش هي أيامي اللي قلبي فيها عاش فيها أحلام قلتها وحققتها لي فيها أحلام لسه أنا ما قلتهاش.. اللي فات من عمري كان لك من زمان واللي باقي منه جاي لك له أوان وأحب تاني ليه واعمل في حبك إيه وأخيرا.. عايزنا نرجع زي زمان.. قول للزمان ارجع يا زمان . ياريت !!