هذا التنظيم الصارم في حركة خروج ودخول النمل.. أغري مجموعة من العلماء الفرنسيين بإنشاء مزرعة نمل ضمت طرقا ومعابر ثم أخذوا يراقبون الأنماط المرورية للنمل.. أوضحت الدراسة التي نشرت عن نتائج هذا العمل.. أن العلماء قاموا بمد طريق سريع للنمل ذي مسارين مختلفي الحجم من العش إلي قطعة سكر ولم تكن مفاجأة - لهؤلاء العلماء - أن المسار الأضيق سرعان ما أصبح مزدحما... لكن ما أدهشهم أنه قبيل إزدحام المسار الأقصر بفترة قصيرة أن النمل الذاهب عمل علي تحويل النمل الآتي في الإتجاه المضاد إلي مسار آخر.. وهو ما أدي إلي عدم حدوث إختناقات مرورية في طريق النمل!... ما سبق بعض ما أوردته الصحف عن عقلية النمل.. التي حيَّرت العلماء وحيَّرت عامة الناس.. فأولا النمل أنواع .. هناك الذي قرصته والقبر.. وهناك النحات الذي ينفذ إلي الحديد.. وهناك الشره الذي يضحي براحته من أجل حبة قمح أو سكر.. وكل هذه السلالات النملية لا تتحرك أو تشق طريقها عبثا.. هناك عقول تخطط وعقول تنفذ وعقول تستفيد من كل ذلك بدقة متناهية.. وما دمنا في سيل الأسئلة... فما هي اللغة التي يلجأ إليها النمل لعقد اجتماعاته أو للدعوة إلي حالة الإستنفار العام ؟ هل لدي الزواحف أو الحشرات وأبرزها النمل لغة أو إشارة معينة تجعلها تستنفر نفسها للأكل أو للدفاع أو للبحث عن مأوي أو سكن أو ملاذ من البرد والحر والمطر والمرض والجوع والآلام.. ما حيّر فريق الباحثين الفرنسيين.. حيَّر قبله وسيُحيّر بعده آلاف أو ملايين المهتمين بالقدرة أو الطاقة التي تحرك الكائنات غير البشرية.. وهي كلها ستثبت شيئاً واحدا أن الإنسان ليس فقط القادر علي التطور ووضع الخطط لتكون حياته سهلة وميسرة و إنما الحيوانات كلها: الزاحفة والطائرة والراجلة تتمتع بهذه القدرات وما قام به العلماء خطوة نحو الإستفادة من كائنات لم نكن نتخاطب معها إلا بالتعالي و التدمير... مثلما أفعل مع النمل عندما يمتد سربه إلي مخزوني من السكر أو القمح ..!