لم ولن تخلو الامة العربية والاسلامية يوما ما من الانصاف ومن ذلك ما شهد به الشيخ الدكتور محمد العريفي في خطبته بمسجد البوادي بالرياض في حق مصر وأهلها.. أفاض الرجل في كلمات تغلفها المحبة والعرفان بالجميل بفضل مصر وقدرها، مصر التي لا يعرفها أبناؤها ولا يقدرونها حق قدرها وإلا ما فعلوا بها ما رأيناه خلال الفترة الكئيبة الماضية.. لقد انتابني شعور بالفخر والاعتزاز ممزوج بالحسرة والألم وأنا أسمع الرجل المنصف يسهب في ذكر افضال مصر وقدرها.. الفخر بما قاله وعدده والحسرة علي عقوقنا نحن أهلها وعلي جهل أبنائها بقيمتها وقدرها.. لم يعرف أبناؤها فضل هذه الأرض وشرفها بأن وطئتها أقدام الانبياء والمرسلين ومشت عليها أقدام الصحابة الطاهرين.. لم يعرف أبناؤها أن الله حباهم بنهر من الجنة »كما في حديث مسلم« فكان شكر النعمة أن اعتدوا عليه ولوثوه وجعلوه مصدرا للأوبئة والأمراض. قال الرجل: نحن نتحدث عن بلد عظيم عن أم البلاد وغوثها عن بلد يستغني بخيراته عن كل الدنيا وتفيض خيراته علي سائر البلدان عن بلد رابط فيه العلماء والزهاد والمجاهدون والأبطال عن أخوال النبي واخوال ولده ابراهيم عن هاجر المصرية الذي تفجر ماء زمزم اكراما لها عن ام موسي وآسيا وماشطة بنت فرعون عن 053 صحابيا زاروا مصر او سكنوها او دفنوا فيها عن العلماء الذين وصل أثرهم الي كل الدنيا عن الذين صدوا غزو التتار عن الامة، تحدث الرجل عن الكثير مما جعل العبرة تفر من عيني وانا اتابع خطبته الرائعة. اتمني من المخلصين الوطنيين طبع هذه الخطبة وتوزيعها علي تلاميذ المدارس بالمحروسة ليعرفوا قدر بلدهم حقيقة فالمعرفة الحقة بداية للحب الحقيقي والانتماء العميق حتي نتجاوز حب الكلام والاغاني الذي لا يجاوز تراقينا فلو تحقق ذلك فلن يمسك احد يوما حجرا ليلقية علي جدار في مصر.