الرئيس محمد مرسى الديمقراطية هي ثمرة جهد الجميع بعد نجاح ثورة يناير، و بناء دولة عصرية بعد سنوات من الفساد والديكتاتورية والسلطة المطلقة لا يمكن إلا بتكاتف جميع قوي المجتمع الحرة.قد تكون هذه الكلمات هي الرسالة الأهم ، التي حملها خطاب الرئيس محمد مرسي خلال كلمته في افتتاح الدورة البرلمانية لمجلس الشوري.وعندما نتوقف عند كل كلمة من كلماتها سنجدها عنوانا لقضية كبري تقف عائقا أمام خروج مصر من عثرتها . ولكن تبقي عبارة " تكاتف جميع قوي المجتمع الحرة " هي أبرز ما جاء في خطاب الرئيس الذي سيطرت عليه نبرة التفاؤل في أجواء تشاؤمية ، والتصالح في أجواء تصادمية. فالقضية الآن ليست اقتصادية كما يبدو الحال للكثيرين ، وإنما هي سياسية في المقام الأول ،فلا أمل في إصلاح اقتصادي دون وجود استقرار سياسي يعيد الثقة في أن الخروج من عنق الزجاجة ممكن، والطريق نحو المستقبل آمن. ومن متابعة خطاب الرئيس يمكن - ببساطة - إدراك وجه الاختلاف الكبير بينه وبين خطابات الرئيس السابقة من حيث الشمول والتكثيف، وكأنه يعيد رسم سياساته، وتحديد ما يعتزم تغييره خلال الفترة المقبلة . فمن ناحية الشمول، تقريبا مر الرئيس علي كل القضايا الداخلية والخارجية ، ووجه رسائل محددة للداخل والخارج ، لطمأنة الجميع بأن الأماني لا تزال ممكنة،وبالنسبة للداخل طمأن الرئيس الجميع فقراء وأغنياء الوطن علي حد سواء . وبالنسبة للخارج تناول مواقف مصر من جميع القضايا المثارة من الثورة السورية حتي القضية الفلسطينية. ومن ناحية التكثيف، لم يسترسل الرئيس كثيرا في تناوله للقضايا ، وابتعد نسبيا عن أسلوبه الخطابي التقليدي. وعودة إلي دعوات الرئيس إلي " تكاتف قوي المجتمع الحرة " أهم ما جاء في الخطاب - كما أسلفنا - وبربطها بعبارة أخري في خطاب الرئيس ، وهي أن إقرار الدستور يعني إنهاء الفترة الانتقالية التي طالت أكثر مما ينبغي، وأن مصر قد أظلها عهد جديد لا مجال فيه للتميز و لا للطغيان ، سنجد أن هذا الخطاب الأفضل للرئيس منذ توليه " تصالحي وتفاؤلي " يمكن ألا يأتي بمردوده ، سواء الذي يريده صاحبه، أو الذي ينتظره شعبه ما لم يتم تحويل ما جاء فيه إلي خطوات عملية وآليات قابلة للتطبيق علي الأرض ، ولا أعتقد أن هذه هي مسؤولية الرئيس وحده ، وإنما أيضا هي مسؤولية تضامنية للرئيس وسائر القوي السياسية ومنها جبهة الإنقاذ، فالأزمةالراهنة تطال الجميع ،ولكن الأهم هو أن يسارع معاونو الرئيس في استحداث آليات جديدة لحوار جاد وهادف مع المعارضين ، هدفه تذليل عوائق الحوارات السابقة، ووضع جميع القوي السياسية المعارضة أمام مسؤوليتها الوطنية وأمام الشعب .