تواصل مصر باهتمام كبير جهودها السياسية والدبلوماسية والاقتصادية من أجل الاستقرار في الشرق الأوسط ومواجهة تحديات المرحلة مع الأردن. . وجاءت اجتماعات اللجنة العليا المصرية الأردنية المشتركة في دورتها الثالثة والعشرين في العاصمة الأردنية عمان لتؤكد من جديد أن البلدين شريكان لا ينفصلان وضرورة ان يكون هناك تواصل وتكامل في شتي المجالات وعلي جميع المستويات. فلقد جاءت رؤية مصر واضحة وشاملة ومتكاملة حيث أكدت رسالة الرئيس محمد مرسي لأخيه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني التي سلمها رئيس الوزراء خلال الاجتماعات ان التقارب بين الشعبين المصري والأردني لا حدود له وبصفة خاصة في الأواصر والتحديات والمصالح المشتركة وان اجتماعات اللجنة العليا تشكل مرحلة مهمة في توطيد أواصر العلاقات القوية بين البلدين وتنميتها في المرحلة المقبلة دعما للتعاون مع الاشقاء العرب. وينبغي في هذا السياق الاشارة إلي أن جهود مصر والأردن تتكامل من أجل إحلال السلام في المنطقة لان لهما خصوصية في انهما الدولتان اللتان قادتا الخطوات الحقيقية نحو السلام ووضع القضايا الاستراتيجية في بؤرة الاهتمام العربي والعالمي لهذا فان المصير واحد ويجب ان نتعاون ونتكامل ونمضي معا كفريق واحد هدفه المصلحة المشتركة وتنمية وتطوير العلاقات المشتركة لما فيه خير البلدين علي جميع الأصعدة اقتصاديا واستثماريا وتجاريا واجتماعيا. وبشكل عام فان زيارة د. قنديل للأردن والتي تعد أولي زيارة لرئيس وزراء مصر للمملكة بعد ثورة 52 يناير تكتسب أهمية كبيرة ليس لانها أول زيارة بعد ثورة 52 يناير فقط ولكن لما تشكله من أهمية لدفع وتطوير العلاقات بين البلدين في جميع المجالات ولعل المباحثات التي جرت خلال الفترة الأخيرة تؤكد ان حركة التبادل التجاري تشهد تطورا ملحوظا وهناك امكانيات كبيرة لتحقيق المزيد من التعاون حيث تدشن نتائج هذه الدورة نقلة نوعية في العلاقات الاستراتيجية المصرية الأردنية وتفتح آفاقا أكبر من خلال تدليل العقبات وتعديل أوضاع العمالة المصرية بالأردن وكذلك استمرار توريد الغاز الطبيعي من مصر إلي الأردن وفقا للاتفاقيات الموقعة والنافذة لكلا البلدين. من المؤكد ان رجال الأعمال في مصر والأردن يقع عليهم عبء كبير في تنشيط التعاون الثنائي ليكون نموذجا يحتذي به في العلاقات العربية العربية، وتفعيل أنشطة مجلس الأعمال المصري الأردني كحلقة اتصال وتفاعل بين الحكومتين لتقوية الروابط الاقتصادية والتجارية والاستثمارية حيث ان طبيعة ثورات الربيع العربي والتطورات المتلاحقة تستوجب تبادل الرأي بصورة مستمرة. هذا الدور الفاعل لمصر والأردن يهدف إلي إعادة الاستقرار والسلام إلي المنطقة.. فهذا قدر الدولتين الشقيقتين اللتين لا يمكنهما الفكاك منه وإلا فسوف تسوء الأوضاع في المنطقة وبالتالي فقد أصبح لزاما علي البلدين بذل المزيد من الجهد كي ترتقي مصالحهما المشتركة.. وفي هذا الإطار تتعمق العلاقات التاريخية والاستراتيجية وتجعل الشعبين علي ثقة بان العلاقات ستشهد المزيد من التنامي في المستقبل.