خالد النجار ذكرياتي لاتنقطع عن الريف الذي تربيت في أحضانه وحنين الطفولة للأصدقاء الأوفياء الذين أتواصل معهم كل حين رغم البعاد بسبب زحام وعناء الحياة .ولا يعرف قيمة الريف إلا من تركه ليعيش بين الضجيج والزحام . ورغم التحول الرهيب والتغيرات التي طرأت علي أساليب المعيشة فالهدوء يظل السمة الغالبة وخضرة ماتبقي من الزرع الذي دمرته المباني وزحف الطوب الأحمرتعيد الحياة للأرواح التي دنسها غبارالمصانع وعادم السيارات. لكن رويدا رويدا تختفي مقومات الريف الأصيل ليحاكي سكانه أهل البندروالتقليد الزائف لما تعرضه الفضائيات. وتحتضرتربية الطيوروالمواشي وماتنتجه من زبد ومنتجات ألبان طبيعية بعد إنحسار الزرع وهدم أفران الخبيز . فالأفران الآلية بدلت الأمور. ولم يعد الفلاح راغبا في الزراعة ولم يعد يجد ما يشجعه .ولو شاهدت فلاحا فوق ظهر الحمار وهذه صورة نادرة الآن تجده مستغرقا في الحديث بتليفونه المحمول أواللعب به ،يا إما تصوير الرايح والجاي. جفت الترع وإستبدلوها بالمواسير التي حرمت الناس متعة الصيد وأكل السمك ومشاهدة أسراب البط والوز. حرمونا من الخيرحتي وبدون مبالغة تجد كل ماتشتهيه نفسك من خيرات الريف موجودة في القاهرة لدرجة أن بعض الأقارب يطلبون أشياء لنشتريها لهم لصعوبة الحصول عليها من قلب الريف فحتي لو وجدت تكون نادرة.. خيل للكثير من أصدقائي القاهريين عند زيارتهم وأسرهم لقريتي أن يجدوا مارأوه في مسلسل سر الأرض وطول الطريق تغنوا برائعة الموسيقار محمد عبد الوهاب محلاها عيشة الفلاح لتصدمهم العمارات الشاهقة وسط الزراعات وأعمدة الخرسانة التي نبتت مكان الأشجارو(الدش) الذي غطي أسطح المنازل بديلا لأبراج الحمام .تبدلت الأيام ولم يعد شيء علي حاله.. فالفلاحين سهرانين صباحي وكل واحد ريموته في إيده يقلب ليري أحوال الدنيا ولم يعثرعلي ما أوصله لهذا الحال.الكل لابس علي الموضة ولم يعد حلم الشباب سوي الغربة والرحيل عن القرية بحثا عن عمل في المدينة والهجرة للخارج. نسوا الزراعة والخير ونسوا القيم والترابط . إختفي الوجه الجميل للريف ولم يعد لنا سوي الذكريات. السوداني المسرطن أرواح المصريين رخيصة ولايتحرك مسؤل من أجل صحة الغلابة . فبعد اللحوم المسرطنة وعجول السخنة ظهرالفول السوداني المسرطن والذي يحمل ميكروب الأفلاتوكسين. والمهرب من الصين والهند .كل التحليلات تؤكد أنه يسبب السرطان والإجهاض . ولو.. فيكفي المستورد كتابة تعهد بأنه لن يبيعها للإستخدام الآدمي أو يحلف والحكومة واثقة في المستوردين .لأنهم لم يستوردوا فراخ فاسدة مسبقا أوسمك تربي في المجاري .هي جت علي الفول السوداني. الناس بتآكل الزلط . منظومة النجاح قليلون يمتلكون الشجاعة لمراجعة قراراتهم للأصوب. ومايكابده ترشيدا لدعم المواد البترولية ضمانا لوصولها للمستحقين مهما كلفه من تبعات يستوجب الإشادة . فالطفرة في إستخدام الغاز لتقليل هدر الوقود تتطلب مساندته. عن المهندس أسامة كمال وزير البترول أتحدث، وأطالبه بالإستمرار لدفع منظومة تحويل السيارات للغاز والتي شهدت قفزة بتعاون أحد مساعديه المخلصين وهو المهندس فؤاد رشاد ببصمته الواضحة وأخلاقه النبيلة،متحاملا علي صحته .. تمنيت استمرار فؤاد رشاد ليسهم بخبرته في المهمة الصعبة التي يعشقها. المهندس أسامة كمال ..أثق في وعيك .. أراهن علي نزاهتك.