الإعلام هو الوسيلة الاقوي المتحكمة في الشارع والرأي العام فهو القادر علي تقديم الحقيقة المجردة أو المشاركة في التعتيم وتكميم الافواه، ولذلك تحرص كل الدول الديمقراطية علي وضع ضوابط مهنية صارمة حتي تضمن استقلاليته وحتي لا يخرج عن مهنيته ايضا. ولكن الأمر اختلف في مصر فأصبح الاعلام يعاني حربا شرسة واتهامات عدة حتي اصبح طرفا في الصراع السياسي الدائر في الشارع المصري الان، واصبح يلاقي الاتهامات من طرفي الصراع.. وهنا تم توجيه السؤال علي خبراء الاعلام، لماذا اصبح الاعلام طرفا في الصراع السياسي؟!. د. صفوت العالم رئيس لجنة تقييم الاداء استاذ اعلام جامعة القاهرة يقول طالما ان المجتمع تم تقسيمه الي نصفين دون وجود قرارات سياسية حقيقية تفضي هذا الانقسام فسيظهر هذا علي الاعلام وتبدأ الحرب بين الطرفين علي امتلاك هذه الالية المؤندة في صفة ومن هنا يتحول الاعلام الا مشارك حقيقي في الازمة وبما ان المجتمع المصري يفتقد الي ميزة الاختلاف الموضوعي فاذا ما تعرض رأيي احد الطرفين المتصارعين للنقد أو للنقاش فإنه يبدأ في شق الحرب التخوينية علي الاعلام وعلي الفور يطالبه بكل قوته علي تطهير الاعلام من وجهة نظره هو وهكذا يفعل الطرف الاخر.. وحتي نتجاوز أزمة التخوين والتشويه التي يتعرض لها الاعلام المصري يجب علي كبار مسئولي الاعلام التحلي بالمهنية والموضوعية وعدم الانجراف وراء اهوائهم السياسية ومصالحهم الشخصية وانتماءاتهم السياسية.. ويقول د. عدلي رضا استاذ الاعلام بجامعة القاهرة ان الاعلام في هذه المرحلة تسوده الفوضي والارتباك وعدم المهنية وتحكمه المصالح الشخصية لاصحاب القنوات والصحف الخاصة، ولا توجد اي قواعد تحكم الاداء الاعلامي فأصبح البعض راضيا عن الاعلام والاخر غير راض كل حسب تقييمه للاوضاع، ولذلك لابد من اعادة تنظيم الاعلام المصري عن طريق ضوابط جادة وصارمة للعمل علي المهنة بشكل يليق باعلام دولة كبيرة مثل مصر. يقول د. فاروق أبوزيد استاذ الاعلام ان الزج بالاعلام في المشهد السياسي الاخير غير جيد فأنا اري ان البعض يقوم باقحام الاعلام لايجاد شماعة لتعليق اخطائه فهذا يعتبر سلوكا خاطئا يتم من خلاله ارهاب الاعلام والاعلاميين فمن المفترض ان من المبادئ الاساسية لثورة يناير ان يكون هناك نوع من الحرية. وهو ما يقوم به الاعلام في الفترة الحالية والذي يجب ان يقوم بعرض جميع وجهات النظر بشكل حيادي واذا كان لدي البعض لوم او عتاب علي طريقة التناول فيوجد العديد من القنوات والصحف التي من الممكن ان تعرض خلالها وجهة نظرك دون اي قيود وذلك دون ضغوط أو ارهاب فإن دخول الاعلام في المعترك السياسي غير جيد فإن دور الاعلام ايصال الصورة ليس اكثر ويجب منع اي عوائق تمنع الاعلام في ايصال رسالته للتلقي فأنا اجد ان مثل هذه الاعتصامات أو التظاهرات تشكل ضغطا علي الاعلام مما قد يؤثر علي حياديته. ويقول الاعلامي محمود سلطان ان عملية الربط بين السياسة والاعلام يوجد في جميع دول العالم وهذا دليل علي الدور الفعال الذي يقوم به ولكن يجب عدم تعليق الاخطاء علي الاعلام فقط في حين يتم نسب النجاحات لاشخاص بعينهم فإن ما يحدث هو محاولة لاستقطاب الاعلام وذلك للتأثير علي اكبر قطاع ممكن من الجماهير الا اني اجد ان الاعلام المصري مازال يتسم بقدر كبير من الحيادية علي الرغم من الضغوط التي تمارس عليه. كما اري ان حق التظاهر مكفول للجميع ما دام لم يخرج عن نطاق القانون وذلك مع الرفض التام لاي دعوات لاقتحام اي منشأة حكومية.