الصورة من بعيد تبدو ضبابية فحين تتابع أخبار بلدك من خلال عيون الآخرين تظل مشتتا بين القنوات والمواقع الإلكترونية وبين قلبك الذي يفتيك ، ولا أعرف لماذا يتصادف وجودي دائما خارج مصر مع كل الأحداث الهامة والمؤثرة! منذ أحداث سبتمبر حين تم هدم برجي مركز التجارة في أمريكا حتي ثورة يناير ثم التنحي الذي استمعت اليه علي متن الطائرة في طريق العودة الي مصر ليزداد التوتر والقلق وتختلط المشاعر مابين الفرح والقلق علي المستقبل. فمع النسمات الأولي من صباح الثلاثاء الماضي كنت في طريقي إلي العاصمة الألمانية برلين ضمن وفد صحفي كبير بمصاحبة الدكتور أشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة الالمانية بالقاهرة لحضور الملتقي العربي الألماني الرابع للتعليم والتدريب الذي تنظمه هيئة التعليم وغرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية، تحت رعاية الدكتورة أنيتا شافان وزيرة التعليم والبحث العلمي بألمانيا ويشارك فيه أكثر من الفين من الخبراء وصناع القرار ورجال الأعمال،.. في الطائرة بدأت الدكتورة مني عثمان الأستاذة بالجامعة تطالع عناوين الصحف الألمانية، الصور لميدان التحرير، والعناوين: وعودة الثورة، وأنباء عن وقف مساعدات الاتحاد الأوروبي وتراجع البنك الدولي عن القرض، بمجرد الوصول إلي برلين ورغم برودة الجو ارتفعت درجة حرارتنا مع حركة أصابعنا علي الماوس والريموت كنترول ، اليورونيوز: الغضب ينتشر في مصر كلها وتقرير مصور في عدد من المدن المصرية لحرق مقرات الإخوان ومقارنة بين الميدان في ثورة يناير، وقنابل الغاز التي عادت بينما قالت الدويتش فيله: معارضو مرسي يثورون ومؤيدوه يتربصون ويؤجلون تظاهرتهم، اقتراحات لحل وسط لأزمة الدستوري وفشل نموذج دولة دينية في مصر.. وابتسم أنت في التحرير ولا بديل إلا الرحيل.