محمد عبدالمقصود حالة من الاكتئاب الشديد أصابتني خلال الأسبوع الماضي.. واستمرت حتي اليوم وذلك بسبب ما أشاهده في التليفزيون من برامج التوك شو ونشرات الأخبار.. اللقاءات التي تنظمها القنوات الفضائية والتي تضم أطيافا من القوي الوطنية تهاجم الدستور والجمعية التأسيسية التي أعدته.. واطياف أخري من حزب الحرية والعدالة والأحزاب التي لها انتماءات اسلامية والتي تؤيد الدستور ودعوة الرئيس مرسي للمواطنين للاستفتاء عليه يوم 51 ديسمبر الجاري. خناقات بألفاظ يعاقب عليها القانون علي الهواء تدخل بيوتنا دون استئذان خلال الحوارات.. وتشنج في الدفاع عن وجهات النظر المتباينة.. البعض يري أن الدستور تم سلقه في جلسة ممتدة الي 91 ساعة كاملة نام فيها اعضاء التأسيسية ولهذا أطلقوا علي الدستور، الدستور النائم.. رغم ان الرئيس منح الجمعية شهرين كاملين حتي تنتهي من اعداد دستور توافقي ترضي عنه جموع الشعب.. فاذا بها تنجز عملها خلال عشرين ساعة فقط.. وشهدت عملية التصويت مهازل علي الهواء جعلت الرافضين للدستور يزدادون رفضا.. اما البعض الآخر فيري أن ما حدث يحسب للجمعية التأسيسية حتي ينتهي الجدل العقيم والخلافات المستحكمة حول الدستور.. ويقولون أن الاستفتاء علي الدستور واقراره ينهي حالة الحنق والغضب من الاعلان الدستوري. ووسط هذا الانقسام الرهيب بين الأطياف السياسية يحاول بعض عقلاء هذه الأمة التوصل الي حالة من التوافق بين الفرقاء.. ويسعي هؤلاء العقلاء وعلي رأسهم فضيلة الامام الاكبر شيخ الجامع الأزهر للتوصل إلي مبادرة يلتقي حولها الجميع لاعادة الهدوء الي الشارع السياسي.. وأن يجلس الكل الي طاولة واحدة يناقشون أوجه الخلاف بينهم في محاولة لرأب الصدع الذي يتسع يوما بعد يوم.. الشعب يطالب السياسيين بهدنة مؤقتة.. وعدم الظهور في برامج التوك شو لمدة أسبوع حتي يكون رأيه في هدوء حول كل ما يثار من آراء متعصبة مع أو ضد الدستور. كلمات حرة مباشرة: ما حدث أمام المحكمة الدستورية عار علي أبناء مصر.. فالقاضي لا يجب إرهابه بأي صورة من الصور حتي يصدر حكما يوافق رأي من يرهبه.. وحسنا فعل قضاة الدستورية من تعليق العمل لأجل غير مسمي.. لأن القاعدة ان القاضي لا يحكم وهو غضبان.. ولهذا أري أن ما حدث من محاصرة المحكمة الدستورية ومنع القضاة من دخول محرابهم عار علي مصر.