لا يختلف اثنان علي أن كل شاب يحلم، ويريد أن يضمد جرح مصر التي يحبها .. يريد أن يمسح دموعها ..يريد أن يعيد الابتسامة الي شفتيها..يريد أن يملأ قلبها ايمانا بأنها القلعة التي تتحطم علي أبوابها سهام أعدائها من فلول النظام السابق الذين يظهرون لنا الآن في ثوب الثوار والأصدقاء ..علي شفاههم ابتسامة الرحمة والانقاذ، وفي أيديهم خناجر الغدر والسم !! كل شاب أصبح الآن قادرا علي أن يفرق بين حق الشعب في أن يعارض ويوجه انتقادا بناء هدفه المصلحة العامة للارتقاء بمصر التي يحبها ..وعدم أحقية فلول النظام في أن يخربوا ويدمروا ويشعلوا نيران الفتنة في بلد بدأ يستقر ويخطو خطواتها الأولي علي طريق النمو والتنمية والتقدم . كل شاب يشعر بأن ثورة الفلول التي اجتاحت مصر متمسحة في شعارات تستنهض الشعب تارة تحت شعار "للشعب ثورة يحميها" وتارة أخري متمسحة في الشهيد تحت شعار" حلمك يا شهيد" ليست محنة دولة أو أزمة حكومة، بل يشعر أنها محنة فئة معينة مازالت تحلم بأن تعود مصر الي الوراء، فئة تابعة للنظام الذي ظل يدمر مصر 30 عاما من القهر والذل والعبودية، فئة اعتادت أوقات النظام المخلوع ألا تفعل شيئا وتأخذ كل شيء، هذه الفئة التي تنادي بالفوضي هي الغاضبة الآن من الاعلان الدستوري للرئيس محمد مرسي لأنهم يعلمون أن الاعلان الدستوري هو البداية الحقيقية لاستقرار الدولة وتطهيرها من أمثالهم والنهاية الحتمية لسنوات الفلول في مصر. الليلة لا تشبه البارحة : ولا يعلم قيادات فلول النظام السابق وأستطيع أن أذكر أسمائهم صراحة في مختلف المجالات السياسية والاعلامية والعلمية بعدما ظهروا جملة في ميدان التحرير، أن الليلة وما يجري الآن في مصر، بعيدا كل البعد، ولا يشبه علي الاطلاق ما حدث في البارحة،من ثورة شعب وشباب طاهر كتب النهاية الحزينة للنظام المخلوع في 25 يناير2011ويعلمون أيضا أن شباب 25 يناير كانوا يدافعون عن قضية بلد، ويناهضون نظام مستبد فشل في كل الفرص التي حصل عليها علي مدار 30 سنة تحت قيادة مزيفة للمخلوح "مبارك "..ويعلمون أيضا أن الوضع الآن مختلف تماما، لأن ما يتخذه فلول النظام المخلوع، من ذريعة تحت ستار أن الاعلان الدستوري مكمم للحريات، هي لعبة مكشوفة للشباب الواعي، الذي يعلم نوايا الفلول وطموحهم، في تعميم الفوضي ونشر ونثر الفتنة وتغييب الحقيقة، لأنها الطريق الأقصر لبلوغ وتحقيق طموحاتهم وأغراضهم وأمراضهم الشخصية .. يعلمون أن د.مرسي الذي وصل الي سدة الحكم بإرادة شعبية منتخبة، عندما كشف عن اعلانه الدستوري كان هدفه الأساسي هو تطهير مصر منهم ومن أشكالهم وزبانيتهم، الذين مازالوا أحياء بيننا وأتباعهم بالخارج ممن لا يملكون سوي مداخلات تليفونية مع أبواق الاعلام المأجور، وأنه أي الدكتور مرسي لم ولن يجور في يوم من الأيام علي حقوق شعب اختاره وكتب اسمه كرئيس شرعي لمصر علي جدران ذاكرة المجد الوطني في انتخابات راقية وتاريخية صفق لها العالم . الحب والوحدة الوطنية : والآن ومصر في مفترق طرق، فإنني أري أن عاطفة الحب، صارت مطلبا وطنيا لمقاومة جحود وحقد وضغينة ورغبة الفلول في تدمير كل شيء جميل في هذا البلد، لأن قلاع الاوطان لا تبني بالاسمنت والصخور والحديد فقط، بل إن من أهم القلاع التي تحمي الوطن، هي سيادة روح المحبة والتعاون والترابط والوحدة الوطنية، خاصة عندما تشذ مجموعة منتفعة وتثور فئة قليلة من أجل مصالحها الشخصية في محاولة مكشوفة هدفها تدمير البلد ..النار التي اشعلها فلول النظام وزبانيتهم الكثرة عبر الشاشات جعلت المصريين والثوار الحقيقيين يرون من خلال ألسنة اللهب هؤلاء الفلول .. الفلول الذين تجمعوا وأشعلوا النار ودبروا الفتنة وأرادوا أن يجعلوا من الشوارع حمامات دم .. الفلول الذين يحلمون بأن يجعلوا من العمارات خرائبا وأنقاضا ومن الشوارع المليئة بالحياة قبورا وأشلاء ..ما يفعله الفلول الآن هو أشبه بإلقاء الطين علي ثورة شباب مصر لتشويه الراية التي مات الالوف من الشباب في سن الزهور دفاعا عنها ..يريدون تزييف الحقائق وخلق جو سفسطائي بين الأغلبية الصامتة شعاره ضياع الحقيقة واستبدال الباطل بالحق، والحق بالباطل من أجل أن يخربوا سمعة مصر في العالم لتعود الي ما قبل ثورة الشباب ..حنينهم الي رئيسهم المخلوع جعلهم يحاولون بكل أموالهم وجهودهم ورجالهم ونسائهم في الاعلام المزيف تحطيم كل علامة للحضارة .