من حقنا أن نثور ونغضب ونحتشد وننزل الميدان.. لكن مهما كان سبب غضبتنا علي مسودة الدستور ومهما كان حجم اعتراضنا علي الإعلان الدستوري يجب أن نضعها كلمة في آذاننا. مصر أمانة في اعناقنا جميعا والحفاظ علي أمنها وسلامتها ووحدة واستقرار شعبها وأراضيها فرض علي كل واحد ومن الرئيس فينا بداية من الرئيس وحتي الخفير. هكذا أمرنا ديننا ورسولنا الكريم.. اما ما يحدث الآن من فوضي.. وتهديد ووعيد واستعراض للقوي وحشد مليونيات واعتداء علي رموز وحرق مدارس ومقرات.. فكلها أمور لا تسر عدوا ولا حبيب.. هي نذير خطر قادم لا محالة.. إن لم يتوحد الإخوة الفرقاء قبل فوات الأوان!. ليس من مصلحة احد رفع نبرة التحدي والتصريحات النارية ولا التباهي بالقدرة علي الحشد والفتك خاصة من بعض رموز التيارات الاسلامية المتطرفة.. التي أصابها داء الكِبر والتعالي فبدوا كأنهم يدقون طبول حرب اهلية لا يعرف مداها إلا الله وحده.. تم تدشينها أمس خلال مليونية تأييد حاشدة من جانب ومعارضة من جانب آخر.. وربك يسترها!! فكلنا في النهاية خاسرون كنا لوقت قريب نباهي العالم بسلمية ثورتنا ونقاء وطهر أيادينا البيضاء.. واليوم وبعد عامين ثورة ونضال.. هناك من يريد العبث بها ويجعل من المليونيات طريقا للفرقة ويتخذ من القوة سلاحا ومن دم أخيه المصري قربانا لتثبيت اقدامه وايديولوجياته علي الأرض! دون أن يعبأ بانهيار بورصة أو اقتصاد يترنح وسياحة تتراجع وديون تتراكم ولا يعنيه غضب شارع أو قضاء أو إعلام أو عمال وفلاحين، أطباء أو معلمين ولا أوجاع وأزمات تتعمق وتتأصل! ومع ذلك فالخروج من هذا النفق المظلم ممكن لكن نحتاج لحكمة »لقمان« وعدل عمر بن الخطاب وعبقرية وتسامح »مانديلا« . فاللهم احم مصر من كل شر وكن معنا ولا تكن علينا ابداً!