لم يعد الشعب يتجاوب مع دعوات المليونيات، هو الشعب نفسه الذي خرج بحكمة ومنطق وتفاعل وفداء يوم جمعة الغضب، ثم جلس بإصرار وجلد وصبر في ميدان التحرير حتي انتزع من الرئيس المتنحي قراره بالتنحي، وحدث هذا رغم ظروف اقتصادية في منتهي الصعوبة، كان يعانيها الشعب المصري، وظل المعتصمون أياما يأكلون الفتات ويفترشون الأرض في أيام قاسية البرودة، وتحمل جموع المواطنين الآلام لتحقيق الأحلام. بعد نجاح الثورة واقتلاع الرئيس السابق، تجددت مظاهرات المليونيات لمحاكمة رموز الفساد، ولإقالة حكومة شفيق، أو حتي للاحتفال، وخرج الشعب ليشارك، وشاهدنا ميدان التحرير يكتظ بالملايين مع الشوارع والمناطق المحيطة به، ثم عاد الناس ينشدون الحياة. ثم تجددت الدعوة لحشد المليونيات تحت مسميات كثيرة، أو أهداف عديدة، لكن المواطن المصري لم يستجب، واحتشد في ميدان التحرير المئات أو الألوف، وللأسف وقعت أحداث سوداء، تدلل علي انحراف مرتكبيها وبعدهم عن روح الثورة، ليس ثوارا إذن، بل لا نعرف من هم علي وجه اليقين. المؤكد ان ما يحدث ضد مصر، مهما كانت المطالب.