رفضت الجهات الأمنية إقامة المباراة الودية للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم مع المنتخب اليمني وعدم إطلاق الإشارة الخضراء لإقامة أية مباريات مماثلة حتي ولو كانت خارج القاهرة وبدون جماهير أوقع الجهاز الفني للمنتخب بقيادة الأمريكي بوب برادلي ومعاونيه في مأزق خطير.. فالتصفيات الافريقية المؤهلة لكأس العالم علي الأبواب ولابد من خوض بعض المباريات الودية التي تكسب اللاعبين الحساسية المطلوبة وتجعلهم يشعرون بالضغوط التنافسية المقابلة في ظل حالة الجمود والركود التي تمر بها الأنشطة المحلية ومنذ فترة اقتربت إلي العام الكامل.. وقبل أن يغرق برادلي والمنتخب في دوامات العراقيل التي تلاحقهم وفي ظل ضيق ذات اليد الذي يعاني منها اتحاد الكرة وعدم توافر سيولة تمكنه من إقامة معسكرات خارجية والاعتماد علي رعاية مضروبة وغير نزيهة تسببت في إفساد إعداد المنتخب الأوليمبي برحلات مشمومة، كما حدث في كوستاريكا وغيرها تعالوا نقدم حلولاً ابتكارية من الخبراء لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. تقليد الأهلي يقول د. طه اسماعيل الخبير بالاتحادين الدولي والافريقي: لابد للمنتخب وجهازه الفني من محاكاة الأهلي في تجربته الناجحة والتي استعد من خلالها للبطولة الافريقية وفاز بكأسها وحصد لقبها مؤخراً.. ليس هناك بديل عن خوض مباريات ودية ولو بصفة سرية كما كان يفعل الأهلي، وقد لا تحتاج لموافقات أمنية أو إقبال جماهيري.. صحيح تلك المباريات ستخلو من الضغوط الجماهيرية وحتي استنفار الطاقات التنافسية سعياً لتحقيق نتيجة جيدة.. غير أنها ستمنح الجهاز الفني الفرصة الطيبة لمتابعة لاعبيه علي الطبيعة وتجربة الأساليب الخططية والمهارية والمقاومة الاحتمالية للاعبين طوال ال09 دقيقة.. ثم يجب ألا ننسي توافر لياقة وحساسية المباريات لدي لاعبي الأهلي الذين سيصلون إلي ذروة اللياقات البدنية والذهنية والفنية بعد اليابان وقد يشاركون أيضاً في بعض الدورات الودية الدولية المعروضة عليهم بالخليج العربي وهذا سيساعد الجهاز الفني علي المحافظة لهم من خلال برامج مخططة علي هذه الجاهزية فضلاً عن جاهزية بعض المحترفين أمثال المحمدي وشيكابالا وصلاح الذين يشاركون مع أنديتهم بأوروبا والخليج.. ومادمنا لا نستطيع توفير المناخ الأمثل فلا يجب أن نستسلم ونيأس ولا نقاوم الظروف الصعبة التي تمر بها الساحة المحلية. روح التحدي ويقول الكابتن عبدالعزيز عبدالشافي »زيزو« الخبير الفني إنه ليس هناك ثمة شك في السلبيات العديدة التي تواجه كل الفرق بالأندية والمنتخبات من توقف النشاط.. لكن رب ضارة نافعة فقد استفاد الجهاز الفني بقيادة بوب برادلي من العام الماضي واستغله في ضخ دماء جديدة وكفترة إحلال وتجديد وتحديث العناصر.. ولو نظرت إلي القائمة المختارة حالياً لوجدت أنه ليس أقل من نصف قوام الفريق من العناصر الشابة التي أفرزها المنتخب الأوليمبي خلال مشواره في كأس العالم للشباب أمثال النني وصلاح فإن الجهاز الفني يصبح لديه المرونة في إجراء الاستعدادات المطلوبة لكن مع التضحية النسبية لجلب التكاليف.. يعني ضرورة بذل الطاقات لإجراء اتفاقات مع بعض المنتخبات الدولية دون التمسك بالحصول علي مقابل كبير لتشجيع الآخرين علي الموافقة.. ولا ننسي أن عناصر المنتخب الرئيسية وهيكل التشكيل الأساسي يعتمد علي لاعبي الأهلي الأكثر جاهزية والزمالك والاسماعيلي وثلاثتهم إما مشاركون في افريقيا أو يستعدون للمشاركة وهذا سيجعل اللاعبين في حالة جاهزية نسبية توفر لبرادلي ومعاونيه الاطمئنان النسبي. المهمة تزداد صعوبة ويقول د. جمال محمد علي عميد كلية التربية الرياضية بأسيوط: التوقف والشلل اللذان يضربان النشاط الرياضي كارثة اقتصادية وسياسية لأن الرياضة صناعة تدر للاقتصاد القومي في الدول المتحضرة موارد كبيرة.. ولعل الرافضين لعودة النشاط لا يدركون أهميته القصوي لأي بلد مهما كانت التضحيات.. ولذلك فإن مهمة الجهاز الفني للمنتخب بقيادة بوب برادلي غاية في الصعوبة حتي وإن لم تكن مستحيلة.