وسط هذا المشهد المتداخل شديد التعقيد الذي نشهده حاليا ما أحوجنا للاحتكام للعقل وإعلاء مصلحة الوطن فوق أي مكاسب سياسية قد تبدو لأي من أطراف الصراع.. فنحن الآن أمام لعبة صفرية بكل ما تعنيه الكلمة وكلنا خاسرون. انقسام حاد للأمة في جميع المحافظات ما بين معارض لقرارات الرئيس وبين مؤيد لها ولا يخلو الأمر من اشتباكات بين الطرفين قد يسقط معها قتلي ومصابون.. وفي الوقت نفسه عمليات كر وفر لم تنقطع بين الأمن والمتظاهرين منذ ذكري محمد محمود ونتيجتها إصابات واعتقالات وتخريب لمنشآت عامة.. وعلي جانب ثالث هناك محاكم قررت تعليق أعمالها احتجاجا علي قرارات الرئيس التي يعتبرونها مساسا بالقضاء.. وتداعيات كثيرة في الطريق تتوالي منذ صدور الاعلان الدستوري الأخير للرئيس.. فهل في هذا شيء لمصلحة الوطن. كلنا يلعب بمشاعر الثورة والثوار.. الرئيس أصدر قراراته بدعوي حماية الثورة ومؤيدوه يؤكدون ذلك وكذلك المعارضون الذين يرونها ضد حماية الثورة واحتكارا للسلطة وتعزيزا غير مبرر لسلطات الرئيس واعتداء صارخا علي السلطة القضائية.. وهكذا تظل الحقيقة غائبة والكل يتصارع بينما يتعرض الوطن لخطر داهم يعلم الله مداه.. والمواطن فيها حائر بين متطلبات حياته المهملة بل الضائعة وصراعات سياسية لا يجد لنفسه فيها محلا من الإعراب. قلبي يعتصر ألما علي الوطن الذي نتصارع علي توزيع شرفاته بينما الخطر يهدد الأساسات.. أليس فينا رجل رشيد يوقف كل هذه المهاترات.. ألا يدرك من يمسكون بزمام الأمور الآن أن هناك أصواتا بدأت تحن للعهد البائد ويتمنون عودة أيامه. حرف ساخن: معركتنا الحقيقية ليست في شارع محمد محمود أو في شارع قصر العيني أو في ميدان التحرير أو أمام قصر الاتحادية.. معركتنا صوب حدودنا الشرقية في سيناء التي يتربص بها الأعداء من كل حدب وصوب.. ونحن نيام نيام نيام.