استفيد بالنقد .. ووالدي هو قدوتي.. وبوفون حارسي المفضل احتل شريف إكرامي حارس مرمي الاهلي والمنتخب مساحات حوارية عريضة واستحوذ علي اهتمامات عشرات الملايين من جماهير الرياضة المصرية بمختلف انتماءاتها واهوائها.. البعض أنصفه وأكد انه حارس موهوب وسد منيع طالما حمي الشباك الحمراء وذاد عنها ببسالة وجرأة وانه يستحق لقب الوحش الصغير كخليفة لوحش أفريقيا اكرامي الكبير.. والبعض الآخر انتقده وهاجمه ولامه علي الهنات والاخطاء التي يرتكبها في المباريات المهمة والتي نجم عنها اهتزاز الشباك وكان آخرها هدف الهشري الذي أحزن الشعب المصري بأكمله وسبب له القلق والسهد خوفا علي ضياع البطولة وهروب الكأس الأفريقية العزيزة.. ما يحسب لشريف انه ثابت الجأش رابط الجنان واثق الخطي لم يهتزم أمام القدح ولم يغتر بالمدح واسهم بجهد وافر وطاقة عارمة في تحقيق حلم المصريين بالعودة من رادس باللقب الغالي.. ومعه وعنه كان لنا معه هذا الحوار الذي طالب فيه الجماهير بعدم محاسبته عن الفترة الماضية وأخطائه فيها. دعني أصارحك.. البعض يتحدث انك تعاني أزمة نفسية تتسبب في مثل هذه الأخطاء البسيطة.. ما هي الحقيقة؟ وهل هي سحابة عابرة سرعان ما تنقشع؟ أيه أزمات تتحدث عنها.. خطأ حارس المرمي وارد ومقبول.. ولست أول الحراس المخطئين.. بل لعل أكثرهم موهبة وأوفرهم حظا من الشهرة يرتكب مثل هذه الاخطاء.. بيتر تشيك وكاسياس وفيكتور فالديز لم يفلتوا من الوقوع في الخطأ ولم تنقلب الدنيا عليهم ولم يطالبهم الاعلام بالاعتزال أو الابتعاد ولم يواجهوا سخط الجماهير الغاضبة.. مادام الحارس بشرا فالخطأ وارد.. المهم ان الحارس يتعلم من الخطأ فلا يقع فيه مرة أخري ولا يكرره.. وأنا شخصيا تعلمت من اخطائي.. ولعلك تشهد بالرغم من انني اشعر انك لم تنصفني من قبل انني لا اقع في أخطاء مشابهة وان الخطأ يدفعني للتعلم والاتعاظ والاعتبار والتركيز. إذن هي ليست ظاهرة ولا معاناة نفسية تمر بك؟ ماذا تقصد بالمعاناة النفسية.. ليس لدي أي معاناة.. بل لعلي أعيش أفضل أيامي وأشعر بتوازن نفسي ومعنوي وأسري وعائلي وحتي علي مستوي النادي والجهاز الفني وكل شئ.. ثم كيف تكون ظاهرة فنية مع انني لعبت 41 مباراة في المشوار الأفريقي وسكن شباكي 81 هدفا لم اخطئ فيها سوي مرتين من خطأين اعترف تماما بأنني مسئول عنهما.. وقد تختلف مسئوليتي ونسبتها في المرتين.. في هدف مازيمبي كانت المباراة قد اوشكت علي الانتهاء وخرج معظمنا من جوها وابتعدت تماما عن تركيزها فجاء الهدف. ولقد تعلمت كثيرا من هذه الهفوة ولا اعتقد انني سأفقد تركيزي بعد ذلك إلا مع نهاية المباراة بصافرة الحكم الأخيرة.. أما الخطأ الأشهر الذي تسبب في هدف الترجي بمباراة الذهاب بالقاهرة واعترف انه سوء تقدير مني وهو شائع بين حراس المرمي غير ان نسبته عندي تقل كثيرا عن اقراني. بماذا شعرت بعد هذا الهدف الغريب؟ كنت أكثر الناس حزنا بين جماهير الرياضة المصرية.. لكن حزني وألمي يختلفان عن بقية الناس فعندما احزن اضع كل غلي وألمي في المران وأركز تماما في التدريب.. وكم تحليت بالشراسة والجدية والحدة في مراني خلال الفترة التي مرت بين لقاءي الذهاب والعودة.. ولقد انعكس هذا تماما في تحركاتي وتغطيتي وتركيزي في مباراة العودة.. ولو تذكرت أولي الكرات التي كانت للترجي علي مرمي الاهلي والتي وثبت إليها وشتتها بقبضة يدي لادركت تماما ما بداخلي من رغبة في تعويض الشعب المصري عن أساه وحزنه وتصميمي علي ان اسهم بقدر وفير في رسم بسمة عريضة علي شفاهه. هل تأثرت ببعض الأصوات التي انهالت عليك وزخرت بها وسائل الاعلام المختلفة؟ أنا من الناس الذين يهتمون بالكلمة الصادقة والرأي الواعي والنقد البناء.. استمع بتركيز وانصت بعمق واستفيد من كل حرف يبغي المصلحة العامة.. لكن النقد الجارح والكلمة الساذجة والهجوم المغرض غير البناء يأخذ طريقه بين إذني بردا وسلاما ويزيدني عزيمة واصرارا علي التماسك وعبور أية كبوات أو هزات تعترض مسيرتي.. وهكذا علمتني الحياة.. وهكذا استفدت من والدي -إكرامي الكبير- الذي اعتبره قدوتي ومثلي الأهلي ومرشدي وملاذي إذا ما تأزمت الأمور. هل البطولة الأخيرة واللقب الأفريقي السابع لهما مذاق خاص عند شريف إكرامي؟ نعم بكل تأكيد.. كنت اتمني خاصة في النهائي ان اصالح الجماهير الرياضية التي حملتني مسئولية التعادل في المباراة الأولي مع الترجي وكأني الوحيد الذي اخطأ.. أنا لا اقصد بهذا تحميل زملائي أية مسئولية.. إنما خطأ الحارس بألف خطأ آخر.. ولذلك كنت أحلم بان اعوض الجماهير عن حالة المعاناة التي تسببت لهم فيها طيلة الفترة بين المباراتين.. انها بالنسبة لي أغلي بطولة فقد كلفتني التفرغ الكامل والتركيز المطلق والمقاومة الشديدة للضغوط والصدمات وحتي الانتقادات والهجمات.. فضلا عن انها بطولة جاءت من رحم المعاناة وفي وسط جماهير وأرض ومناخ معاكسين. من من المدربين ترتاح معهم وتستفيد من مرانهم؟ جميعهم استفيد منهم واشعر بالراحة معهم.. المهم ان تخلص في المران وان تنفذ كل ما تلقاه من توجيهات.. ولقد تأثرت كثيرا من أساتذتي الذين اسهموا في بناء شخصيتي الفنية لان كلا منهم وضع لبنة في هذا البناء حتي صرت إلي ما أصبحت فيه.. الكباتن أحمد ناجي وحسن مختار وفكري صالح وطارق سليمان وغيرهم ولا يمكن ان اغفل من غرس أول نبتة ورعي كل جذوري وسقي كل ورودي وهو والدي الذي أدين له بكل الفضل ومعه وعلي نفس المستوي والدتي التي هي نبع الحنان والمحبة. من هو مثلك الأعلي في حراس المرمي؟ إكرامي الكبير من تخشي مواجهته من مهاجمي مصر. عماد متعب. من أفضل حارس دولي في نظرك. بوفون الايطالي. هل تقبل ان يخلفك نجلك ياسين في الملاعب؟ إذا كانت لديه الموهبة فلن اتردد في تعليمه.