علاء عبدالهادى ما إن يمتليء الجرح حتي ينفجر ويطفح ما به من صديد، وتمر الأيام ليعاود الجرح الامتلاء بالصديد ثم الانفجار، فلا المريض التفت إلي أعراض السخونة التي تصاحب التهاب »الدمل«، ولا الطبيب قام بتطهير الجرح بصورة سليمة تؤدي إلي علاج قطعي.. هذا بالضبط ما حدث ويحدث حتي كتابة هذه السطور في شارع محمد محمود، صورة حزينة دامية تشخص حالة التخبط التي يعيش فيها المصريون فلا أحد يعرف أصلا لماذا يحدث ما يحدث، ولماذا يكون الاحتفال بذكري شهداء محمد محمود بسقوط المزيد من الشهداء، اذا اعتبرناهم شهداء.. ولماذا لا نحتفل بالأغاني والأناشيد والرسومات؟ لماذا نصر دائما علي تلويث الجروح حتي تتقيح؟ هل منكم من يملك إجابة واضحة وقاطعة عن تساؤلاتي؟ بالأمس كان العدو هو الجيش والشرطة والفلول واليوم أصبح الإخوان مع الشرطة هم الأعداء، ولا نعرف من سيكون العدو في احتفال العام القادم. هل اختفت لغة الحوار إلي الأبد واستبدلناها بلغة الاستقواء والمغالبة والعنف والطوب والمولوتوف. الواقع علي الأرض يقول اننا ونحن علي مشارف عامين من انطلاق ثورة مشرفة، قد ضللنا الطريق وتاهت بنا السبل وحبسنا أنفسنا في محيط ميدان التحرير. هل من خروج إلي الغد.