الزج باسم الدين في حروب قذرة وعدوان سافر علي شعب آمن.. شيء مقزز ومرفوض.. فالأديان السماوية تحس علي الخير والفضيلة والمحبة والسلام وتنهانا عن نشر الكراهية والموت والدمار وتخريب الديار أو احتلال أرض الغير! لكن إسرائيل كعادتها تحدت كل هذه الحقائق وقلبت كل الموازين.. وسخرت »الدين« لتجميل وجهها القبيح وتبرير عدوانها السافر علي قطاع غزة، فاستعارت مصطلحا دينيا ورد في بعض الكتب المقدسة »عمود السحاب«، اتخذت منه اسما وشعارا لعدوانها الأخير يفيد أن الرب يتقدم صفوفهم ليبارك خطاهم.. رغم رائحة الموت والإبادة التي تفوح منها واستهدافها للأطفال والشيوخ والنساء.. دون تمييز بين أخضر أو يابس، بنية تحتية أو فوقية! قد يعتبرها البعض محاولة ذكية لاستخدام نفس أوراق وأسلحة »الحمساوية« والمنظمات الفلسطينية التي رفعت شعار »حجارة سجيل« عنوانا لطلقاتها الصاروخية الموجعة ضد العدو الصهيوني، وهي مغالطة كبيرة فالفلسطينيون يدافعون عن الحق وهم يتباهون بالباطل، يجاهدون دفاعا عن الأرض والعرض وهم يستبيحون الأرواح والممتلكات والأراضي المقدسة. وفي ظل هذا المناخ الملغم بالمطبات والغيوم أتمني ألا نقع في الفخ المنصوب لنا ولجيشنا العظيم، وألا تأخذنا الجلالة تحت ضغط الشارع والتيارات المتطرفة- قليلة الخبرة- إلي اتخاذ قرارات عنترية مفاجئة.. قد تدفعنا إلي مواجهات عسكرية، لم تستعد لها البلاد، ولدينا من الهموم والمشاكل الاقتصادية والإنسانية والسياسية ما لا تطيقه وتتحمله! وفي قوله تعالي »وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم« دعوة للتأني والاستعداد أولا قبل أن نقحم مصر في حرب غير مؤهل لها. وليقينا المولي سبحانه سوءات القرارات العنترية، وما أدراك ما عواقب القرارات الانفعالية.. ولنا في نكسة 76 عبرة وفي نصر أكتوبر 37 هدي ونبراسا نقتدي به.. ولعلهم يعقلون. في زمرة غضبنا من العدوان الإسرائيلي السافر علي غزة علينا ألا ننسي أرواح ستة عشر شهيداً » بحق« من جنودنا أزهقت بدم بارد علي حدودنا المصرية في رفح وقت أذان مغرب رمضان قبل أن يكسروا صيامهم.. بينما اليد المجرمة الآثمة لم يعلن عنها بعد والفاعل مازال مجهولا رغم انه معلوم للجميع. دم أبطالنا وشهدائنا الستة عشر في رقابنا جميعا.. نريد القصاص نريد الحقيقة والجاني يحاسب ويستأصل مهما كان موقعه أو جنسيته.. دماؤنا المصرية أغلي من كل كنوز الدنيا.