آخر عمود

»كاثرين« تفحم »مرجان«

ابتلينا في مصر ب "شيخ سلفي" لم نسمع عنه من قبل ثم أصبح في يوم وليلة أشهر من نار علي علم بعدما ظهر علي شاشة قناة "دريم" ليصدم الملايين قائلاً: ( المسلمون مكلفون بتطبيق تعاليم الشرع الحكيم، ومنها إزالة تلك الأصنام. ونحن مكلفون بتحطيم تمثال أبوالهول وتفجير الأهرامات كما سبق أن حطمنا تماثيل بوذا في أفغانستان منذ 10 سنوات لأنها أصنام وأوثان تعبد من دون الله).
بعدها بأيام معدودة.. زارت مصر السيدة كاثرين آشتون الممثلة العليا للمفوضية الأوروبية للنظر في المساعدات والهبات المالية التي تنتظرها حكومة هشام قنديل من الاتحاد الأوروبي. وحرصت السيدة كاثرين آشتون علي زيارة الأقصر والتجول بين آثارها التي وصفتها في تصريحاتها الصحفية قائلة: (إن زيارة الآثار الفرعونية المصرية هي بمثابة حلم لكل طفل أوروبي. وقد جئت اليوم لزيارة هذه الآثار الفريدة التي امتدت لآلاف السنين وتعكس حضارة عظيمة تشجع المزيد من الأوروبيين علي زيارة مصر والاستمتاع بهذه السياحة الثقافية الفريدة).
شتان بين ما قاله الشيخ مرجان داعياً إلي تحطيم هذه الآثار، وبين ما قالته الممثلة العليا للمفوضية الأوروبية مؤكدة أن السياحة في مصر تعد من أهم عوامل التنمية المجتمعية نظرا لدورها الرئيسي الذي تلعبه في الاقتصاد القومي. كما أعلنت عن اعتزام الاتحاد الأوروبي دعم السياحة المصرية لاستعادة قوتها.
وإذا كانت تصريحات المسئولة الأوروبية عن آثارنا تسعد كل من سمعها من المصريين إلا أنها لم تبدد، في الوقت نفسه، مخاوفنا مما يدعو إليه الشيخ مرجان الجوهري هدماًً وتفجيراً لآثارنا الفرعونية الفريدة ويجب ألا نستبعد قيام الشيخ مرجان وجماعته بتنفيذ مخططهم واغتيال التراث الحضاري الإنساني، كما سبق أن فعلوا في أفغانستان. وأسعدني أن هذا الاحتمال القائم الذي قد يجد البعض فيه تهويلاً مبالغاً فيه تنبهت إليه وزارة الداخلية، وأكدت مصادرها أن "قواتها تتعامل بجدية مع الدعوة التي أطلقها أحد شيوخ الحركة السلفية الجهادية بمصر لهدم الأهرامات وتمثال أبوالهول، خاصة أن صاحب الدعوة سبقت له المشاركة في تحطيم تمثال بوذا في أفغانستان قبل 10أعوام". ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن تلك المصادر أن أجهزة الأمن المصرية تتخذ الاحتياطات اللازمة لمنع مخالفة القانون، أو الاعتداء علي الأملاك العامة، أو الكنوز الأثرية، بما في ذلك منطقة الأهرامات .
ورغم اهتمام الداخلية بمنع حدوث هذه الكارثة الحضارية العالمية، إلا أن "فتوي" الشيخ مرجان أحدثت بالفعل ضرراً بالغاً بقطاع السياحة. فهاهو "عادل عبدالرازق" عضو اتحاد الغرف السياحية يحذر من أن فتوي تحطيم أبوالهول والأهرامات أثرت سلبياً علي سوقنا السياحية. تخوف خبراء السياحة علي مستقبلها لم يهز شعرة في ذقن الشيخ مرجان، وإنما شجعه علي وصم جميع العاملين في السياحة بأنهم يحرضون علي الفسق والدعارة (..).