الهجرة منعطف كبير في مسيرة التاريخ الانساني، تعالوا جميعا نفر الي الله عز وجل، نفر من الظلام الي النور، ومن الجهل الي العلم، ومن الشر الي الخير، ومن المعاصي الي التوبة، ومن انعدام ضمير الي ضمير حي لا يموت.. ان الرسول صلي الله عليه وسلم رسم سبيل الهجرة وخطط بالمعرفة الذكية والعقل المستنير وسائلها وغاياتها ووضع الخبرات البشرية في وضعها المناسب، فهجرة النبي صلي الله عليه وسلم في زمنها لها وضع خاص، اما الهجرة اليوم فتختلف باختلاف الزمان والمكان، ولكن تعلمنا من هجرة الرسول دروسا مثمرة في الصدق والامانة والصبر والصمود والقوة والايمان. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: لا تنقطع الهجرة حتي تنقطع التوبة« رواه البخاري.. والمقصود بهذه الهجرة هي التي تحيط بها ظروف قاسية تضطهد فيها العقيدة او يهان فيها المسلم او تستباح حقوقه وكرامته فعليه الصبر والصمود ليستعيد كرامته وحقوقه المسروقة في جميع مجالات الحياة.. وهجرة الضمائر والقلوب هي تجديد عهد دائم مع الله يعيش به الانسان المؤمن علي الصراط المستقيم الذي اراده له ربه، انها هجرة النفوس الي الخير، والقلوب الي الطهر، والضمائر الي الحق والواجب، تلك المعاني التي تغيب عنا ونحن نخوض معارك الحياة، هيا بنا نهجر القلوب المريضة الي قلوب بنقاء واخلاص والطهارة وحب الحق والعدل والصدق والوفاء، انها الهجرة المعنوية، وكل عام وانتم بخير.