هل جربت ان تتآكل نفسك.. أن تحس بها وهي تتقوقع بداخلك الي ان تصل بك الي قاعها هربا من حولها ودفاعا عنها.. هل جربت ان يصل بك حد التشويش منتهاه فلا تستطيع ان تميز حتي بين الالوان.. هل تداخل كل شيء في كل شئ من حولك الي ان وصلت افكارك الي التضارب بينها وبين بعضها.. وهل جربت ان تتخفف رغما عنك من بعض الناس لتستطيع ان تواصل ما تظنه مسيرة الحياة.. وهل احسست ان كل من تعرفهم أو لا تعرفهم لا يسمعون ولا يرون ولا يلتفتون الي غير انفسهم.. وهل جربت ان تصمت عن الكلام وان توميء برأسك فقط كرها في الحديث لانه بلا جدوي وبلا نفع.. وهل صرخت مرارا من اجل ان يستجيب لك احد بلا فائدة.. وهل سرت في اجمل بقاع وطنك فاغمضت عينيك حتي لا تري ما آل اليه من قبح المكان وقبح الناس وهل حاولت ان تبذل جهدا مع غيرك لتفهمه ابسط قواعد العيش بأمانة مع الآخرين.. وهل خانتك عشرة العمر فسقطت ثقتك بالجميع الي غير رجعة.. وهل رأيت يوما الشارع الجميل الذي عشت عمرك في محراب حبه وقد تحول الي سوق عشوائي افسد جمال صفاته وموقعه فجأرت كثيرا بالشكوي من اجل اعادته الي ما كان عليه ولم يستجب لك احد فسرت فيه كعادتك وانت تضرب كفا علي كف لا من مجيب، فيئست وصمت وانتهيت الي القبول بواقع الامر.. وهل واتتك الشجاعة يوما فاغلقت التليفزيون وقررت ان تقاطع فلا تري ولا تسمع ولا تعرف اي شيء عن أي شيء من هذا الغم المفروض عليك كل مساء والذي سود الدنيا في عينيك.. اذا كنت قد أحسست بكل هذا أو بعض منه فمرحبا بك في نادي المكتئبين.