قال: سرقت عواطفي.. تلاعبت بمشاعري.. خانتني منحتها السعادة فصار الالم يسكن قلبي منحتها الامان فأصبح الضياع دربي اوهمتني انني عصفور انتقل من زهرة الي زهرة وهذا حقي ثم اختفت واخذت الابتسامة وتركتني والان عادت نادمة.. ذليلة فهل تعود الي كنفي قلت. ألم تكن تدري انها حرباية تنتقل من غصن الي غصن يا صديقي. اذا احبتك كانت داخل عشك ستسكن ولا تسمح لك بترك عشها مهما يكن انها كانت بهواك تلعب وانت تئن، انظر الي عينيها تجد اللهو والتمرد يسكن الجفن فلا تضعفك دموعها الزائفة ولا تلن انها تراقصك بأحبال اصابعها ولن تكف فكن رجلا فمثلا لا يكتفي برجل ولا تكل انها مريضة وتاجرة الحب لها صفقة ولا تمل يا صديقي.. عد الي نفسك فالمرأة اذا احبت ضحت بكل شيء من اجل حبيبها.. ابتسمت بشفتاه.. ارتعش قلبها لسعادته.. ابصرت بعينيه.. تنفست هواه.. عاشت في ظله وجناياه.. تمنت ان تفقد بصرها قبل ان تراه يداعب اخري فهو بالنسبة لها الدفء في ليل الشتاء ونسمة الصيف والمصباح الذي ينير حياتها، هذه المرأة لم تحبك قط.. هي باعت نفسها وباعت الهوي لمن يدفع اكثر من روحه وجسده وماله اعتبرت الحب مكسبا وخسارة ووضعتك في الميزان فلم تطب. افق ولتكن الكسبان.. اعتبرها ذنبا اراد الله ان يغفره لك او ابتلاء رفعه الله عنك وبرأت منه.. داود في حياتي كان لي اب بعد وفاة والدي لا.. لا كان كل اهلي.. علمني ان اعطي اكثر مما آخذ.. علمني ان احترم الكبير واعطف علي الصغير والمريض.. علمني ان مالي هو مال الله منحني اياه لانفقه علي من اولي به مني علي الا اظلم نفسي ولكني تهاونت كثيرا في هذه الجزئية الاخيرة.. علمني حياة وصحافة.. علمني معني الكرامة والقيم.. علمني ارفض العطايا وامنح الهدايا.. وقال لي كلمة مازالت محفورة في خاطري ووجداني »ايمان لو قبلت هدية من اي مسئول تتعاملين معه سيضعف قلمك هو الان محترم من يدري بالغير ربما يتحول الي اخر فهل ستستطعين وقتها مهاجمته«. علمني كيف اصنع الخير وكيف ان خير الكلام ما قل ودل.. علمني ان الرزق ليس في المال فقط بل في الصحة والاولاد وحب الاخرين.. علمني كل شيء ولم يكن ابي فقط بل كان كل اهلي.. وعندما توفي اتذكر وقتها وكان استاذنا الكبير جلال دويدار رئيسا للتحرير ورفض ان اذهب معهم الي المقابر رفقا بمشاعري.. وبكيت وصرخت واصرا رحمهما الله الاستاذان وجيه ابوذكري وفاروق الشاذلي مرافقتي له حتي مثواه الاخير وامتثل الاستاذ جلال دويدار لدموعي واصرارهما.. وعدت يومها وكتبت بدموعي.. اليوم مات كل اهلي كنت صغيرة سنا وعجوزا في مشاعري وافكاري.. وكان اول خبر وموضوع ينشر لي دون تعليق منه انه الاستاذ الكبير عبدالسلام داود صاحب مقالة »علامة استفهام« الشهيرة. عبدالسلام داود ورغم انني من اسرة كبيرة الا انه هو الذي اخذ بيدي بعد الله وآزرني واتخذني ابنة له واتخذته اسرة كاملة هو وزوجته عندما توفي احسست بالخواء وبالغربة من يومها شعرت فجأة اني كبرت ولم اعد اشعر بأنني مسئولة من احد، انه في حنايا وجداني وشعوري لم يغب فهو يعيش داخلي أنا اتنفس روحه واعيش علي نبراسه. الكلام مش وقته خالص »قررنا اعادة اعمار سيناء.. وسنبذل الجهد لتعميرها وتحسين احوال مواطنيها«. هذه العبارة المأثورة نسمعها من نصر اكتوبر عام 37 وعودة سيناء الي الان في عصر الرئيس مرسي. هل نأمل في تحقيق الحلم؟ فكما قالت فنانتنا العزيزة شادية الكلام مش وقته خالص.. العمل هو المفيد.