د. سمية سعد الدين دعوة كريمة تلقيتها لحضور المائدة المستديرة،التي نظمها المجلس القومي للطفولة والأمومة حول "وضع الأطفال وحقوقهم في مسودة الدستور"، فإذا بي أصعق من مادة الطفل، وأنا أقرأها، في ظل وجود أعلي مستوي خبرات وطنية مصرية في قضايا الطفل- يبدو أنهم استبعدوا من المشاركة في إعدادها عن عمد- وهي مادة رقم (67) التي تتعلق بحقوق أطفالنا، فإذا بها مادة مهانة ومكتوبة بصيغة إنشائية معيبة وركيكة الصياغة، ومهترئة المعاني، ومتناقضة الأهداف في مسودة الدستور، وتأتي لتعيد الطفل المصري إلي المربع صفر من ناحية الحقوق التي كان قد حصل عليها بالفعل ، وفقا للمنظومة الحقوقية المصرية، ووفقا أيضا لاتفاقيات حقوق الطفل العالمية،التي ضمنت لكل أطفال العالم حقوقهم الكريمة في الحياة، والمواثيق الدولية المُلزمة! وهنا أنا أدعو كُل مواطنة ومواطنة مصرية، وكل طفلة مصرية وطفل مصري أن يقرأوا بدقة هذه المادة، حتي لانكون مُغيبين عند استفتاء رأينا حولها اذا طلبوه وتصوروا أن كلمة "التعليم " لم تكتب في النص أبدا،وكأن التعليم ليس حق أصيل للطفل، علي الرغم من أننا كنا نتطلع لتعليم ذو جودة ، فأطفالنا يحتاجون لتعليم يرقي لاحتواء معاني التحديث والإبداع والبحث العلمي، ويبتعد عن أسلوب الحقن بالمعلومات، وحشر الذهن بالصم، ثم ينتقل إلي تنمية التفكير المبدع، ودعم التفكير الناقد لدي الأطفال وتدريبهم علي تفعيل قدرات العقل المذهلة التي يملكونها،وينتقل إلي المقررات المستقبلية، والإبداع في المناهج التعليمية الوطنية بأعلي مستوي عالمي، وبحيث يشمل بعمق ووعي واحترام كامل وعاء اللغة العربية العظيمة وتاريخنا وجغرافيتنا وأدياننا وخصوصيتنا وغيرها مما تشتمله منظومة تعليم مصري نريد ان نفخر به بين الأمم! والمؤلم أنهم اكتفوا في مسودتهم ان يشيروا بدلا من حق توفير سكن آمن لائق لأطفالنا، اكتفوا بكلمة "المأوي" فقط ، وياله من مأوي قد يكون الرصيف أو الشارع! والأخطر أنه لم يتم تحديد سن الطفولة ب" 18" عاما وفقا لمعايير حقوق الطفل العالمية ، مما سيفتح باب جهنم علي أطفالنا، وبحيث تتزوج الطفلة، ويعمل من يستطيع العمل من الأطفال، واقرأوا العبارة المراوغة التي تقول "يحظر تشغيل الأطفال، قبل تجاوزهم سن الإلزام التعليمي"فأي سن ، وأي عمالة ، ويكفي أننا تراجعنا أيضا عن حق الطفل في التعبير عن نفسه وآرائه وغيرها، وهكذا توالت انتقاصات حقوق الطفل، ومازالت المسودة في جيوبهم، وهم يستعدون لإطلاقها في وجوه أطفالنا! مسك الكلام.. أيها الكُتّاب العظام لمسودة الدستور، سيحاسبكم التاريخ وأطفالكم يوما علي ما كتبتم ضدهم !