إسرائيل كانت حاضرة فى مناظرات المرشحين منذ اليوم الاول لحملاتهما الانتخابية ادرك مرشحا الرئاسة الامريكية ان حسم النتيجة يعتمد علي ما تقدمه اسرائيل من دعم وتأييد لكليهما، ولعل ذلك كان سبباً في اهتمام المرشحين العنيدين بالملف الاسرائيلي قبل قضايا واشنطن الداخلية والخارجية ونظراً لحساسية الوضع الاسرائيلي في ظل مناخ الربيع العربي، وما انطوي عليه من غياب لأنظمة داعمة للدولة العبرية تباينت وجهات النظر الاسرائيلية حول دعم اي من المرشحين الامريكيين للرئاسة. وبينما لايخفي عموم الإسرائيليين أمنياتهم بأن يحتل ميت رومني البيت الأبيض فهم يفضلون ان يتعاملوا مع صديق موثوق في ولائه عن التعامل مع رئيس يتشككون في نواياه نحوهم فقد وصل الخلاف حول دعم باراك اوباما او ميت رومني الي قمة الهرم السياسي والامني في تل ابيب ففي حين أيد نتانياهو المرشح الجمهوري وظهر معه في حملته الانتخابية بعد زيارة الاخير لاسرائيل اعلن وزير الدفاع ايهود باراك انه من الداعمين لفوز اوباما ورغم ذلك يدعي الرجلان انهما لم يتدخلا في الانتخابات الامريكية رداً علي اتهامات من دوائر رسمية في البيت الابيض. علي النقيض من وزير الدفاع الاسرائيلي كان رئيس الموساد الاسبق افرايم هالليڤي في صدارة محرضي الناخب الامريكي - خاصة اليهودي - علي انتخاب باراك اوباما وفي هذا الاطار نشر مقالاً بصحيفة نيويورك تايمز عدد فيه القضايا السياسية التي مارس فيها رؤساء الولاياتالمتحدة الجمهوريين ضغوطاً علي رؤساء الحكومات الاسرائيلية. وتحت عنوان من قذف باسرائيل تحت اطارات الاتوبيس؟" اكد هالليفي في مقاله ان وزير الخارجية الامريكي الجمهوري الاسبق چيمس بيكر رفض منح اسرائيل ضمانات بقيمة 10 مليارات دولار لاستيعاب موجات هجرة يهودية لاسرائيل الامر الذي اضطر رئيس الوزراء حينئذ اسحاق شامير الي المشاركة في مؤتمر مدريد للسلام وادي الي سقوطه في الانتخابات وطالب هالليڤي يهود الولاياتالمتحدة بالارتكان الي تلك المعطيات عند انتخاب رئيس الولاياتالمتحدة الجديد. إسرائيل تحشر أنفها الي ذلك تشير معطيات موثقة الي ان رئيس الوزراء الاسرائيلي كلف سراً القيادي الليكودي عضو الكنيست "داني دانون"، لدعم المرشح الجمهوري ميت رومني علي حساب باراك اوباما إذ نشر دانون كتاباً في الولاياتالمتحدة يتضمن انتقادات صارخه لاوباما وفي محاولة لنفي الاتهامات عن نفسه ادعي عضو الكنيست الليكودي انه استعرض انتقاداته للرئيس الامريكي دونما طلب من الناخب الامريكي لمنح صوته لمرشح او آخر الا ان المراقبين في تل ابيب اعتبروا تصرف دانون سبة في جبين البرلمان الاسرائيلي. كمنافسه الجمهوري الذي زار اسرائيل للحصول علي مباركتها في الانتخابات، هرول اوباما لحضور كل مناسبة يهودية في الولاياتالمتحدة ولم يهدأ له بال الا بعد استماعه لتطمينات الملياردير اليهودي الامريكي الاكثر نفوذا علي يهود بلاده "چاك روزان" الذي اكد بحسب صحيفة هاآرتس العبرية ان اوباما سيحصد 70٪ من اصوات اليهود الامريكيين وستكون فرص المرشح الجمهوري رومني للفوز بالمنصب ضئيلة للغاية غير ان روزان لم يخف في الوقت ذاته قلقه من تردي علاقة اوباما برئيس الوزراء ودعاه الي تحسين علاقته بنتانياهو فلم يجد اوباما بداً من التعهد بالحفاظ علي امن اسرائيل مشيراً الي ان هناك خلافات في وجهات النظر مع نتانياهو إلا ان ذلك لا ينطوي علي مواقف شخصية وأضاف مازحاً: "بيني وبين زوجتي خلافات في وجهات النظر ما المشكلة اذاً؟". وبحسب تقرير لصحيفة "يسرائيل هايوم" العبرية، لم يقتصر التدخل الاسرائيلي في انتخابات الرئاسة الامريكية علي الدورة الحالية وانما طال دورات سابقة يأتي في طليعتها دعم رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق اسحاق رابين للجمهوريين حينما كان سفيراً لبلاده لدي واشنطن عام 1972 وخلال لقاء اذاعي اعرب رابين عن دعمه للمرشح الجمهوري نيكسون بينما شن هجوماً صارخاً علي منافسه السيناتور الديمقراطي "جورج ماكجوان". الوزير الاسرائيلي الاسبق المحسوب علي التيار اليساري يوسي بيلين كان اكثر شفافية عند مناقشة النفوذ الاسرائيلي في انتخابات الرئاسة الامريكية مشيراً بحسب صحيفة يديعوت احرونوت الي ان اسرائيل تعتبر جزءاً من تلك الانتخابات ولا ينبغي تجاهل تعويل المتنافسين في انتخابات الرئاسة علي كل صوت الامر الذي تجيد اسرائيل استغلاله جيداً لصالحها واعترف بيلين بان التدخل الاسرائيلي في الانتخابات الامريكية وصل الي اقصي مداه بداية من انتخاب الديمقراطي بيل كلينتون رئيساً للولايات المتحدة عندئذ كانت هناك اتصالات حثيثة بأقطاب اللوبي اليهودي في مختلف الولاياتالامريكية لانتخاب كلينتون وكان الاخير علي قناعة بأنه لن يقتنص اللقب الا من خلال اصوات اليهود ونفوذهم في الولاياتالمتحدة.