نحن أحوج ما نكون إلي المصالحة الوطنية والعفو الشامل بعد ثورة 52 يناير.. نحتاج إلي المصالحة بين انفسنا أولا وبين القوي السياسية والمصالحة مع رموز النظام السابق الذين لم يفسدوا حياتنا السياسية او ينهبوا أموالنا ويهربوا إلي الخارج إلا بعد عودتها إلي المصريين.. نحن نحتاج الآن إلي رفض اجندات التخوين والصدام والانتقام. نحن أحوج ما نكون في مصر الجديدة وبعد انتخاب اول رئيس مدني بإرادة شعبية بعد 06 عاما من حكم العسكر إلي التأسي برسول الله الكريم عند فتح مكة والرئيس مرسي يحتاج إلي هذا التأسي وقدوة رسولنا الاعظم صلي الله عليه وسلم عندما قال لأهل مكة لخطة دخول مكة فاتحا لها في أول مبادرة للمصالحة الوطنية والعفو الشامل: »من دخل المسجد (الحرام) فهو آمن.. ومن دخل داره فهو آمن ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن.. ما تظنون إني فاعل بكم؟«.. قالوا: خيرا اخ كريم وابن أخ كريم.. قال: »أقول لكم كما قال يوسف لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم.. أذهبوا فأنتم الطلقاء«. أنا شخصيا مع الرئيس مرسي في سياسة المصالحة الوطنية التي يقودها الآن تأسيا بقدوة الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم.. مع القوي السياسية الوطنية لحل مشاكل مصر الجديدة.. السياسية والاقتصادية.. مع الرئيس ضد سياسة التخوين والصدام والانتقام ليعيش كل المصريين تحت لواء واحد دون اقصاء للآخرين مسلمين وأقباطا وتحت علم واحد يرفرف علي ارجاء مصر الجديدة بعد ما شاهدنا في الآونة الأخيرة اعلاما خضراء وسوداء في ميادين التحرير وفوق ارض سيناء!! مع الرئيس داعما قويا لسياسة المصالحة ومعه جميع المصريين عندما يقتدي بما فعله الزعيم الافريقي الثائر نيلسون مانديلا الذي وضعه النظام العنصري السابق في المعتقلات عشرات السنين دخل المعتقل شابا وخرج كهلاً.. خرج مانديلا من السجن الي قصر الرئاسة كما فعل الرئيس مرسي عندما قامت ثورة 52 يناير خرج من السجن الي قصر الرئاسة.. مانديلا لم يضع رموز النظام العنصري في السجون كما فعلوا به بل أطلق مبادرته للمصالحة بين السود والبيض وبينه وبين النظام العنصري السابق ورموزه فعاشت جنوب افريقيا تحت لواء واحد. هناك جهود للمصالحة الوطنية منذ حكومة الجنزوري الاولي والثانية في المرحلة الانتقالية وبداية حكم الرئيس مرسي إلي ان اختار الرئيس د. هشام قنديل رئيسا للوزراء.. تعثرت هذه الجهود بسبب التغييرات في الحكومة والخلاف مع البرلمان المنحل ثم قام الدكتور قنديل باعادة ملف المصالحة الوطنية مع رجال الاعمال بعدما اختار الرئيس بعضهم ضمن الوفد المرافق له في رحلاته الخارجية خاصة الصين وإيطاليا دون تمييز بينهم إلا ابعاد المتهمين في دم الشهداء لمحاولة الرئيس عقد الصفقات الاقتصادية وجذب الاستثمارات العربية والاجنبية إلي مصر الجديدة. بدأت حكومة د. قنديل خطوات المصالحة الوطنية لاعادة الاموال المهربة من الخارج وحصول الدولة علي فرق اسعار الاراضي التي حصل عليها رجال الاعمال بأسعار زهيدة أو تسليم هذه الاراضي إلي الدولة وهي تعد بالمليارات من الجنيهات وقد سلم بعض رجال الاعمال هذه الاراضي إلي الدولة. بعض رموز النظام السابق ونوابه بعد صدور حكم المحكمة الإدارية بعدم منعهم من الانتخابات البرلمانية والحياة السياسية تقدموا بمبادرة اعادة الاموال المهربة إلي الخارج وتعاونهم مع الرئيس مرسي وحكومته ومع حزب الحرية والعدالة في مبادرة لم الشمل التي اطلقها الدكتور الكتاتني بعد فوزه برئاسة الحزب، المقعد الذي خلا بتولي الرئيس مرسي رئاسة الجمهورية. مبادرة الكتاتني لم يقصد بها كما فهم البعض لم شمل الاخوان المسلمين بعد الهجوم عليهم بل قصد بها لم الشمل مع جميع القوي السياسية الوطنية بعدما فعله بعض شباب الاخوان من احداث مؤسفة في ميدان التحرير ضد بعض شباب القوي الوطنية. اليوم نسمع عن مصالحة وطنية مع بعض رموز النظام السابق رشيد.. واحمد عز مقابل 5 مليارات دولار بعدما اكد اسامة صالح وزير الاستثمار عن عملية التسويات مع رجال الاعمال والمستثمرين وان هناك جدية كبيرة من جانب الدكتور قنديل للبدء في ملف التسويات بعد تشكيل لجنة وزارية له بهدف تشجيع الاستثمار خلال المرحلة القادمة ثم نسمع نفي د. محمد محسوب وزير الشئون البرلمانية انه لم تحدث مطلقا مفاوضات مع عز من جانبه او مع فريق دفاعه القانوني.. والاخوان يرفضون هذه المصالحة بسبب دم الثوار.. والنائب العام ترك مهمة التسوية للقضاء. نصدق من؟! نحن نريد لمصر الجديدة المصالحة مع ضرورة الحل لجميع مشاكلها الاقتصادية والسياسية واستعادة الاموال المهربة نحن في مرحلة بناء مصر الجديدة نحتاج إلي تكاتف جميع المصريين.