عبدالستار عشرة خلال اجتماع اتحاد الغرفة التجارية بطهران العلاقة بين السياسة والاقتصاد، لا فكاك فيها ولا انفصال بينهما . وبعد مرور أكثر ما يقرب من ثلث قرن علي قطع العلاقات السياسية بين مصر وإيران، لا يبدو في الأفق أي بوادر لتطبيع العلاقات من الجانب السياسي في أي من البلدين . لذلك وعلي غرار دبلوماسية البينج بونج التي ابتدعها هنري كسينجر لإعادة العلاقات مع الصين خلال السبعينات من القرن الماضي، سعي بعض أشخاص من كل من مصر وإيران لاتخاذ خطوة في سبيل تحسين العلاقات وإعادة المياه إلي مجاريها . تم التنسيق بين القائمين بالأعمال في السفارة الإيرانية بالقاهرة وبين جمعية الصداقة المصرية الإيرانية واتحاد الغرف التجارية لقيام وفد من رجال الأعمال المصريين بزيارة إيران ولقاء نظرائهم في العاصمة طهران وكذلك الاجتماع مع المسئولين عن الملف التجاري والصناعي في إيران . ضم الوفد كلا من : عبد الستار عشرة مستشار الاتحاد العام للغرف التجارية والسفير أحمد الغمراوي رئيس جمعية الصداقة المصرية الإيرانية ورجال الأعمال مصطفي البرعي وحاتم القاضي ومحيي الغندور وعبد الفتاح عبد العزيز وفكري يوسف وعبد المعطي لطفي وعبد الحميد عامر وإسلام مؤمن وحسن عرابي ومحمد بهنس وحسام شاكر والذين يمثلون الصناعة والتجارة في مجالات الأثاث والنقل البحري وصناعة الزهور والفوسفات والمطاحن والبترول وصناعة الملح والحديد وتصدير الفواكه والخدمات البترولية والبتروكيماويات والصناعات البترولية والسياحة . كما ضم الوفد محمود صادقي المستشار في مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة الذي قام بالتنسيق في طهران والترجمة . خلال الزيارة عقد الوفد سلسلة من الاجتماعات المكثفة مع المسئولين الإيرانيين، شملت د. مهدي غضنفري وزير التجارة والصناعة ونائبه صافديل ومحمود زادة نائب وزير الدفاع وصباح زنجنة رئيس اتحاد الغرف التجارية ونائبه مير أبوطالبي وحسن كاظمي القمي مساعد وزير الخارجية للشئون الاقتصادية، بجانب لقاءات مع رئيس هيئة الاستثمار وأعضاء الغرف التجارية والصناعية . شهدت اللقاءات مناخا حميميا بين أشقاء بدا وكأنهم يلتقون بعد زمن طويل، فطغت علي أحاديثهم، مشاعر الود والرغبة المشتركة في إعادة العلاقات وتسهيل الحصول علي التأشيرات وزيادة التبادل التجاري والتعاون الصناعي إلي ما يتناسب مع حجم وقيمة البلدين وعمق العلاقات بينهما وهو ما أكد عليه د. غضنفري قائلا: أدعو رجال الأعمال إلي أن ينطلقوا للتعاون فيما بينهم، فلو انتظرونا كسياسيين، لن ينجزوا شيئا. وخلال كل اللقاءات ركز عبد الستار عشرة علي متانة البنية التحتية للتبادل التجاري مع إيران من خلال مشاركتها العضوية في عدة تنظيمات تجارية مثل الغرفة الإسلامية ومجموعة الثمانية ومجموعة السبعة وسبعين وغيرها وبالتالي يتطلب الأمر تحريكا لعملية إصدار التأشيرات وتسهيل الإجراءات بين الطرفين حتي يتمكن رجال الأعمال من متابعة أعمالهم بسهولة. القلوب منفتحة البداية كانت مع القمي في وزارة الخارجية الذي أشاد بتاريخ وحضارة الشعب المصري مؤكدا حق مصر في لعب الدور الكبير بالمنطقة وقال إن التعاون بين مصر وإيران سيعود بالخير علي المنطقة، معربا عن أمله في الكثير من التعاون قائلا : إن القلوب منفتحة . وأبدي مساعد الوزير استعداد بلاده للتعاون في مجالات الطاقة والبترول والسيارات والشراكة في مجال تصنيع خطوط إنتاج السيارات بأنواعها والجرافات وإنشاء المدن الصناعية والصناعات البترولية . وفي مقر وزارة الدفاع نظم الجانب الإيراني لقاء مع نائب الوزير محمود زادة الذي جدد رغبة بلاده في التعاون مع الأشقاء المصريين . وشرح زادة طبيعة الصناعات العسكرية الإيرانية مؤكدا أن 90٪ من أسلحة الجيش الإيراني تنتج محليا وهو ما يجعل للقوات الإيرانية مكانتها في المنطقة. وأكد أن بإمكان إيران ومصر التعاون في مجال التصنيع العسكري ويمكن أن يتم ذلك من خلال شركات القطاع الخاص وليس من خلال وزارة الدفاع موضحا أن العقوبات الاقتصادية علي إيران جاءت بثمار إيجابية لأننا طورنا صناعاتنا وحاولنا إنتاج كل ما نحتاجه . الوفد المصري كان يدرك تماما أن الاقتصاد قاطرة السياسة، وأعضاء جمعية الصداقة المصرية الإيرانية الذين تشكل منهم الوفد ركزوا علي ضرورة تفعيل الإجراءات التي تسهل عملية التبادل التجاري والتعاون الصناعي وتفعيل اتفاقية النقل الجوي التي تم توقيعها بالفعل وتوفر 28 رحلة طيران بين البلدين كل شهر. وقال عبد الستار عشرة مستشار الاتحاد العام للغرف التجارية أن الغرف الإسلامية تسعي إلي إصدار تأشيرة موحدة لرجال الأعمال في الدول الإسلامية تسمي تأشيرة مكة تتيح لهم التنقل بسهولة بين الدول الأعضاء في الغرفة الإسلامية . وقال السفير الغمراوي : ان التقارب بين الدول الإسلامية يفسد مؤامرات الدول الكبيرة، ونأمل أن تكون التجارة بداية لعودة العلاقات بين البلدين . الرؤية المصرية الوضع العام في إيران وفي ظروف عقوبات لم تتوقف منذ سنين وتأثير ذلك علي الدولة الإيرانية والشارع الإيراني الذي تدهورت عملته إلي مستوي لم يسبق من قبل كل ذلك وغيره كان ضمن حوار مع السفير خالد عمارة القائم بالأعمال المصري في إيران . شرح السفير لأعضاء الوفد طبيعة العلاقات بين البلدين في ظروف محورية تمر بها المنطقة، وأكد علي أهمية هذه العلاقات بين دولتين كبيرتين في الشرق الأوسط تجمعهما علاقات قديمة ومتينة، موضحا أن مصر بقيادة الرئيس محمد مرسي تدرس كل خطوة تقدم عليها في سياساتها الخارجية بما يدعم مصالحها ويعيد دورها المفتقد داخل هذه المنطقة الحيوية من العالم .