سهىر جبر اذا نظرت الي هاتين العينين العسليتين الصافيتين والساحرتين تأسرك نظرتها البريئة ولمعة تكاد تخطف قلبك.مالايا يوسف زاي طفلة باكستانية في الرابعة عشرة من عمرها مليئة بالحياة والحيوية والامال. نموذج رائع لطفلة ناضجة قبل الاوان. فتاة قوية شجاعة تكره الظلم والقهرالا ان رصاصات غادرة اطلقها مسلحون من طالبان الباكستانية علي هذا الرأس المليء بالذكاء والطموح والاحلام كادت تودي بحياتها .كانت جريمتها الاصرار علي حق الفتيات في التعليم. عار علي طالبان جريمتهم ضد طفلة صغيرة حاربتهم بالكلمة فردوا بالرصاص.لقد اوقف ملثمون اتوبيس المدرسة وسألوا من منكن مالايا يوسف زاي واطلقوا رصاصاتهم الغادرة فأصابوها في الرأس والرقبةواصيبت فتاتان معها وفر الجبناء الملثمين. اهذا هو الاسلام..؟هل حرم الاسلام التنوير والمعرفة علي المرأة ؟ لقد كرم الاسلام المرأة لو فهم هؤلاء المتشددون جوهر دينهم. ماذا فعلت مالايا لطالبان حتي يقتلوا النفس التي حرم الله قتلها الا بالحق .كانت جريمتها انها حلمت بأن تحظي الفتيات الباكستانيات بالتعليم والمعرفة. مالايا يوسف زاي نموذج للفتاة الشجاعة الجريئة النشيطة والايجابية اكتسبت شهرة عالمية منذ ان كان عمرها 11 عاما عندما كتبت يوميات علي الموقع الالكتروني للبي بي سي اثناء احتلال طالبان لوادي سوات من 2007وحتي 2009 عندما اخرجهم الجيش الباكستاني من سوات. وصفت مالايا في مدونتها الحياة في ظل حكم متشددي طالبان الباكستانية فلا تعليم للبنات وتم حرق 200 مدرسة للبنات .. ولا يسمح للنساء بالذهاب للأسواق ولا خروج لهن الا بالبرقع والا تعرضن لالقاء مواد حارقة علي وجوههن ولا سماع للموسيقي في السيارات ومن يخالف التعليمات يقتل وتترك جثته في الشوارع لتكون رادعا للاخرين. كان حلم مالايا ان تكمل تعليمها وتصبح طبيبة ثم قررت ان تدرس الحقوق لتصبح سياسية عندما تكبر لتخدم باكستان بشكل افضل واشمل وتجلب السلام لبلدها مدونتها علي البي بي سي اكسبتها اعجاب العالم واصبحت ملهمة للفتيات الاخريات وحصلت علي جوائز دولية ومحلية لانها وقفت بشجاعة في مواجهة التطرف وفعلت ما لم يفعله الرجال.لقد اعلن طالبان انهم سيستهدفونها مرة اخري لو نجت لانها في رأيهم تروج للعلمانية وانها جاسوسة تنقل اسرارا وتنشر دعاية ضدهم. يا الهي علي حجم غبائهم. لقد كانت طالبان من صنع باكستان وتسليح الامريكان لتظل تبسط باكستان نفوذها علي افغانستان وهما اليوم يدفعان الثمن. مسكين شعب باكستان الذي يجد نفسه اليوم ممزقا بين متطرفين اغبياء فهموا الدين بشكل خاطئ وغارات الطائرات الامريكية بدون طيار او الات الابادة الطائرة التي تحصد من الابرياء اكثر من المتطرفين وقذائف القوات الباكستانية التي يسقط فيها الابرياء قبل المتطرفون. ترقد الان مالايا فاقدة الوعي علي جهاز للتنفس بعد استخراج رصاصة من رأسها في مستشفي في بريطانيا بعد ان تكفلت دولة الامارات بنقلها من باكستان بطائرة طبية وبعلاجها في مستشفي متخصص في علاج اصابات الجنود وتحتاج لاستبدال بعض عظام الجمجمة التالفة من اثر رصاص طالبان وفيما بعد لعلاج طويل لاعصاب المخ لتدفع ثمن شغفها بالعلم والمعرفة. في العالم 32 مليون فتاة محرومة من التعليم لم تكن مالايا تريد ان تكون واحدة منهم. هل تعود اللمعة لعيون مالايا ادعوا لها بالشفاء .