من أغرب ما سمعت، وما قرأت في الصحف الاجنبية، هذا التقرير الاخباري الذي يقول نصه ان الحكومة الفرنسية تمنح المرأة الوالدة- بعد أن تضع مولودها مباشر،- منحة تحصل بمقتضاها علي برنامج ممتد تقوم خلاله بتمرينات حركية لأعضائها التناسلية، وذلك تحت اشراف اخصائي ومدرب شخصي مستخدما وسائل واجهزة »حس« كهربائية! والعاب كمبيوتر لتنشيط الاجهزة التناسلية للمرأة!! »هكذا بدون أي خجل لاتهم هناك لايشعرون بالخجل من ذكر حقائق الامور والاوضاع«. وطبقا لما يقوله اخصائي العلاج الطبيعي اجنس دي مارساك فإن الهدف من هذه التدريبات هو تمكين المرأة الفرنسية من سرعة العودة لممارسة العلاقة الزوجية حتي يمكن ان تنجب المزيد من الاطفال حيث ان فرنسا تعاني من نقص عدد السكان، وإلي جانب ذلك كله يتم منح الام علاوة عائلية سخية، وخصما كبير في الضرائب المستحقة تتزايد مع كل مولود جديد، وتخفيضات كبيرة في القطارات ووسائل المواصلات، واجازة وضع وانجاب لمدة اربعة أشهر كاملة مدفوعة الاجر.. تعود بعهدها الأم لمباشرة عملها! وعلي النقيض-، كما نعرف جميعا- فإن العكس تماما يجري في الصين منذ عقود طويلة، حيث لا يسمح تحت اي ظرف بإنجاب اكثر من مولود واحد، وذلك بسبب الحجم الفلكي لعدد السكان هناك والذي لو كان استمر بمعدلاته التي سادت في النصف الاول من القرن العشرين لكانت الصين قد تعرضت لانفجار سكاني هائل ينسف كل تطلعاتها واحلامها ويجعلها من دول العالم العاشر بدلا من دول العالم الاول الذي تتصدره حاليا بكفاءة مرموقة واقتدار واضح ومؤكد! اما الاغرب، والاعجب، من هذا وذلك، ومن كل ما يتبع من سياسات في هذا الصدد فهو ان تكون هناك دولة تنفجر سكانيا وتتقلص كل امكانياتها وتتلاشي، نتيجة هذه الزيادة المجنونة،وغير محسوبة العواقب، وتتدهور كل احوالها نتيجة هذا الانجاب الذي لايتوقف.. ثم بعدذلك كله تقوم تلك الدولة، بدعم هؤلاء النجباء المنجبين في جميع مجالات الحياة، وتعلن وتؤكد بين الحين والحين انه لامساس بهذا الدعم!! وفي ذلك يبدو أن الانتحار له أوجه وأساليب عديدة قد يخفي البعض منها علي الكثيرين من بيننا!!