قراءة متأنية لأحداث الجمعة الاخيرة تؤكد أن جماعة الاخوان المسلمين ماضون في طريقهم مصممون علي فرض هيمنتهم علي كل مفاصل الدولة العميقة مهما بلغت الخسائر وسالت الدماء أو تعمقت جراح الفرقة والضغينة بين طوائف الشعب الواحد.. فلا صوت يعلو فوق السيطرة علي كل السلطات وادارتها بقبضة حديدية محكمة حتي يتحقق المراد وتفرض أفكارهم وأهدافهم بطول البلاد وعرضها! لم تشبعهم السلطة التشريعية ولم تكفهم التنفيذية ولم يشف غليلهم المؤسسة العسكرية والشرطية التي باتت فعلا بين ايديهم وتحت امرتهم.. لكن عصت السلطة القضائية وانتصر قانون الحق علي قانون الغاب والغوغائية والقرارات العشوائية. هناك ملفات اخري تدار في الخفاء بعيدا عن عيون الصحافة وكاميرات الفضائيات لا تقل خطورة عن معركة النائب العام وحكاية الفاتيكان.. فعندما يتعلق الامر بعقول أولادنا وأجيالنا القادمة علينا ان نتصدي ونرفض أي محاولة للتدخل في شئون التعليم فإنه خط أحمر لا يجوز لفصيل أو حزب التدخل فيه فالثروة البشرية هي الاغلي والاعظم في أي دولة. وخبر توقيع بروتوكول تعاون بين وزارة التربية والتعليم وحزب الحرية والعدالة شيء مؤسف وخطير خاصة وانه يتضمن حق وضع خطة إخوانية محكمة لتطوير التعليم في أربع سنوات وتطال كل عناصر العملية التعليمية من »المدرسة والمنهج والمعلم والطالب«.. وتستهدف عقول مائة وخمسة وسبعين ألف طالب سنويا وانشاء 053 مدرسة إخوانية جديدة موزعة علي كل محافظات مصر.. إنه الغزو الاخواني الاعظم والاخطر علي عقول أبنائنا.. ومستقبل بلادنا ولا يمت للاصلاح التعليمي من قريب أو بعيد.. لكنها بداية لتأصيل المباديء الاخوانية ومحاولة لتجميل صورة الجماعة في الانتخابات البرلمانية.. فإذا استخدموا الانبوبة والسمن والزيت والسكر بالأمس ونجحوا.. ففي الغد سيكون المعلم والتلميذ والفصل والكتاب والقلم الرصاص هم ادوات تجميلهم في المرحلة القادمة! ان خضوع السياسة التعليمية لفصيل بعينه أشبه بحكم إعدام للشخصية المصرية وإعلان بزرع جذور التمييز والتطرف والعنصرية، والسكوت جريمة لا تغتفر لذا فلنجعل من التعليم معركتنا القادمة.. إنها معركة جيل وصراع علي عقول وهوية..نريده تعليما قوميا مستقلا لا يمينيا ولا يساريا ولا إخوانيا أو جهاديا، نريده مصريا خالصا تحميه الشرعية والدستور والقانون.