[email protected] للتعليم بمصر حكاية بها الكثير مما يجب تدبره والاستفادة منه لمواجهة ما نعانيه حاليا بعد اضراب المعلمين الجزئي الذي ينذر بعشوائية لا حدود لها في جميع المراحل التعليمية قبل الجامعي والجامعي. فلقد كان التعليم عبادة ثم انحرفت به القوانين والأوامر الإدارية فضل الطريق.. وتعاقبت الحكومات وأكدت جميعها بلا استثناء علي أهمية جودة التعليم بكل السبل وللأسف لم يتحقق من الجودة إلا القشور فانتشرت الدروس الخصوصية علي جميع المستويات.. واضطر أولياء الأمور إلي الاستدانة من أجلها والتي بلغت ميزانياتها طبقا لآخر الاحصاءات 12 مليار جنيه سنويا.. وأيا كان الأمر فقد بدأ العام الدراسي الجديد حيث فتحت 24 ألف مدرسة أبوابها ب2.71 مليون طالب وطالبة وسط تهديدات لم تشهدها من قبل باضراب المعلمين مما أدي إلي شلل العملية التعليمية وذبحها.. فلقد اصرت 92 حركة ورابطة وائتلاف علي الاضراب في 71 محافظة مما يؤكد ضعف الحكومة بوجه عام وفشل د. أحمد جمال الدين موسي وزير التربية والتعليم بوجه خاص لانه لم يتخذ تدابير الحوار مع هؤلاء.. وكان لدخول الأحزاب المدارس أكبر الأثر في ضياع صمام الأمان في التعليم.. فلقد انحرفت عمليات التعليم عن مسارها بقصد أو بسوء قصد شأنها في ذلك شأن كل شئ بمصر الآن.. لهذا ضاعت الانطلاقة الكبري التي طالب بها الشارع لمشاركة التعليم في التنمية ومواجهة البطالة وصنع المستقبل. فاليوم هو التاسع لاضراب المعلمين بالمحافظات وتحدي قرارات مجلس الوزراء بالانذار والتحذير من اغلاق بعض المدارس.. وتوقف المدرسين عن تأدية واجباتهم ودخول الفصول.. فلقد اصاب الاضراب العشوائي للمعلمين العملية التعليمية في المقتل.. الواقع يؤكد ان المعلمين ركبوا قطار الفوضي الذي يجول في شوارع العاصمة والمحافظات وأدي إلي انتشار السلبية واللامبالاة مع البلطجية وترويع المواطنين.. يضاف إلي ذلك ان تأخر انتشار قوات الشرطة في الشوارع.. استخدم المعلمون سياسات لي الأذرع لتحقيق المطالب المشروعة وغير المشروعة.. وامام هذا استجاب مجلس الوزراء علي مضض لبعض المطالب مما يحمل الموازنة بالاعباء فلقد تم انهاء الترقيات المعطلة بسبب التطبيق الخاطئ لقانون الكادر.. وهذا يحقق دخلا اضافيا 52٪ من أساسي مرتب الدرجة الأعلي.. كما تم تنفيذ قرار تثبيت المعلمين المؤقتين.. وستشهد الأيام القليلة القادمة اجراءات فصل مكافأة الامتحانات عن حافز ال002٪ استجابة لمطالب جموع المعلمين.. وردد البعض ان قرارات مجلس الوزراء نقطة في بحر مطالبنا..! صراحة ان المليونيات والاضرابات بالمدارس المختلفة هي ناقوس خطر.. فلقد شملت الفوضي نسبة كبيرة من مدارسنا وامتنع المعلمون عن التدريس مما أدي إلي غياب الطلاب وعودتهم للشارع.. وتجاهلت الادارات التعليمية تدبير مدرسين بدلا من المضربين.. وارتفع مؤشر المشاجرات بين أولياء الأمور والمدرسين وحمل الآباء والأمهات وزارة التربية والتعليم مسئولية تعرض ابنائهم للخطر، لهذا اعطت اضرابات المعلمين فرصة ذهبية لمافيا الدروس لمضاعفة أسعارهم داخل المدارس وخارجها بدون وجه حق.. وتوازي ذلك مع نيران اسعار السلع بالاسواق.. و»فيزيتا« الاطباء بالعيادات والمستشفيات.. وتعمد بعض المدرسين الذين دخلوا الفصول علي استحياء إلي »كروتت« المناهج وشرح قشور أبواب كاملة في حصة واحدة.. المهم مطلوب علي وجه السرعة توجيه انذار للمضربين للعودة للمدارس.. ومنع ممارسة السياسة في المدارس والجامعات.. آن الأوان للمعلمين ان يستجيبوا لصوت العقل والعودة للمدارس والانخراط في العملية التعليمية حفاظا علي مستقبل الأجيال القادمة.. اناشدهم رفقا بمصر وبأبنائها حساب التاريخ قاس.. فأنتم القدوة أمام قيادات الغد، وحقوقكم المشروعة قادمة.