د. عماد حسن مكاوى - د. عادل عبدالغفار هل تتحول الفضائيات الدينية من الوعظ إلي الحرب السياسية والطائفية؟ سؤال يطرحه التباري في إنشاء القنوات الفضائية سواء الإسلامية أو المسيحية، ففي الوقت الذي أعلن فيه الأزهر عن نواياه في إطلاق قناة ناطقة باسمه، أعلنت الكنيسة عن أحقيتها في إطلاق قناة فضائية تعبر عنها إضافة إلي سيل القنوات الذي شهدها القمر الصناعي »نايل سات« سواء للقنوات الإسلامية أو المسيحية ليتحول الأمر إلي عناد وحرب خفية بين الطرفين.. كما أن قناة »الأنصار« التي بدأت بثها منذ أيام قليلة للرد علي الإساءة للرسول صلي الله عليه وسلم تطرح تساؤلاً: هل ذلك يفتح الباب أن يطلق المسيحيون فضائية في حال تعرض المسيح للإساءة كما حدث في فترات سابقة؟! التساؤلات يجيب عنها أساتذة الإعلام.. فماذا قالوا؟! د. عماد حسن مكاوي عميد إعلام القاهرة يؤكد أن الأمر لا محال يتحول من الوعظ إلي الحروب السياسية والطائفية، لأن معني دولة مدنية هي أن تتبع مبدأ »الدين لله والوطن للجميع« ويقول: تكريس إنشاء قنوات دينية طبيعة من يملكونها وينشئونها التشدد والمغالاة ومحاولة إقصاء الآخر، فحين تظهر فضائية إسلامية من يشعر من خلالها بالإقصاء يحاول إنشاء أخري مسيحية مقابلة لنشر الدين المسيحي المتشدد وهو ما يؤدي إلي تفتيت المجتمع وخلق جماعات معادية وبالتالي إزالة طابع الوسطية الذي يتمتع به المجتمع المصري. ويواصل د. مكاوي: لذلك فالقوانين في مصر لم تكن تسمح بإنشاء قنوات دينية أو جنسية فالجنسية بالطبع مرفوضة، ولكن في غفلة من القانون زادت هذه القنوات، ففي بداية الأمر كانت هذه الفضائيات تبث من دول خارج مصر، أما الآن تبث من الداخل وتحصل علي تراخيص من الهيئة العامة للاستثمار وبالتالي أعتقد أن هذه المبادرة في إطلاق القنوات سيكون لها عواقب وخيمة. ويري د. مكاوي أن الحل في تعديل القانون علي أن يتضمن بندا ينص علي منع إنشاء أي قنوات لأغراض دينية سواء الإسلامية أو المسيحية خاصة أنها تكرس لمصلحة جماعة معينة وتعمل علي نشر التشدد والمغالاة. د. عادل عبدالغفار أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة يقول: إن تحول القنوات الدينية إلي العمل السياسي هو أمر شديد الخطورة لعدة أسباب، أهمها أن الدين مقدس وأن العمل السياسي غير مقدس بل يخضع للمناورة والخداع والتسويف في بعض الأحيان فالدين لا يقبل الجدل، وبالتالي كل ما يقال في ثوب الدين »آمين« لا يناقش ولا يقبل الخلاف، فالمسألة استراتيجية بحتة لأن الديمقراطية تقوم علي الرأي والرأي الآخر. ويواصل د. عبدالغفار: في الفترة الأخيرة لوحظ علي خطاب رجال الدين بشكل عام »إسلامي ومسيحي« الذي يحمل القدسية بدأ يرتدي اللباس السياسي وهي منطقة شديدة الخطورة علي المجتمع المصري، فهناك أسماء لا تحمل في فكرها الاعتدال، وأن الأساس في دور الدعاة هو القضاء علي الفكر المتطرف. وعن حق الكنيسة في إنشاء قناة موازية تعبر عنها أسوة بقناة الأزهر يقول د. عبدالغفار: الفضاء مفتوح للجميع، فمن حق أي مواطن أن ينشئ فضائية، لكن المشكلة في منظومة المتابعة والتقييم لأداء القنوات سواء مجلس الإدارة أو المنطقة الحرة، فلا أحد يتابع وبالتالي خرجت بعض هذه المحطات عن المهنية والأخلاقيات فعملية المنع أصبحت معدومة الأثر، لأن التراخيص متاحة خارج مصر أو البديل إنشاء قنوات علي الانترنت، فالمطلوب إيجاد آليات تنفيذية لترشيد الأداء والخروج عن ميثاق الشرف الإعلامي والكود المهني، لكن للأسف مازلنا نعيش في حالة انفلات إعلامي!!