خبر صغير نشرته صحيفة التايمز البريطانية يوم الأربعاء الماضي.. خبر صغير ولكنه قنبلة حقيقية تنذر بردود فعل هائلة لابد ان إسرائيل ستكون وراء معظمها ان لم يكن جميعها! الخبر يقول: »إنه لأول مرة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية في عام 5491، تقيم ألمانيا معرضا عن الزعيم النازي أدولف هتلر يستمر عرضه من 41 أكتوبر الحالي ولمدة أربعة أشهر تنتهي في فبراير القادم، وذلك في متحف التاريخ الألماني في قلب العاصمة برلين! وأشارت الصحيفة البريطانية إلي ان المعرض سيحمل عنوان »هتلر والألمان« ويضم مقتنيات هذا الزعيم الألماني التي تم استعادتها من كل من روسيا والولايات المتحدة! خبر صغير ولكن دلالاته في غاية الخطورة، وردود فعله ستكون هائلة.. صحيح أن هتلر قاد ألمانيا إلي هزيمة فادحة وكاملة، ولكن صحيح أيضا أنه منذ بداية هذه الحرب وحتي أشهر قليلة من نهايتها، كانت انتصاراته هائلة علي العالم كله، وهي حقيقة لا يمكن أبدا ان ينساها الشعب الألماني مهما كانت عواقب هذه الحقبة من التاريخ! وهنا تحضرني تجربة شخصية عايشتها خلال إقامتي في ألمانيا لبضعة أشهر أثناء دراستي في المعهد الدولي للصحافة، هناك تعرفت علي مجموعة من المصريين المقيمين من بينهم شاب يدعي »كمال محمود« عثر في حديقة منزله علي تمثال صغير للزعيم الألماني هتلر، وهو تمثال مصنوع من »الجبس« كان مدفونا علي عمق كبير في حديقة منزله، وذلك كما فعل جميع الألمان عندما شعروا أن الحلفاء وصلوا إلي مشارف عاصمة الرايخ الثالث، قال لي الأخ كمال إن هذا التمثال لا يساوي بضعة قروش، ومع ذلك فإن عروض شرائه بلغت حتي ذلك الوقت 52 ألف مارك، وان الجميع يتهافتون ويزايدون علي سعره بشكل جنوني! وقتها أحسست بأن المشاعر الحقيقية للشعب الألماني تجاه زعيم الرايخ الثالث ليست هي أبدا تلك المشاعر المعلنة خلال حقبة الاحتلال، وأن حقيقة المشاعر، أو المشاعر الحقيقية -مثلها مثل أي حقيقة- لابد وأن تنطلق وتسود في يوم من الأيام.. حتي لو كانت تلك الآلة الإعلامية الجهنمية لليهود تقف بقوة واستماتة في عكس هذا الاتجاه!!