لأول مرة منذ قرون طويلة.. تستعد مئات القطع الأثرية بالاسكندرية القديمة لمغادرة الثغر للاستقرار والعرض في اكبر متاحف العالم "متحف الحضارة " بمنطقة عين الصيرة والمقرر إفتتاح المرحلة الاولي منه العام المقبل.. لتقدم نموذجا للحياه في الاسكندرية علي مر العصور .. ومن دهاليز المخازن المتحفية بالاسكندرية قامت لجنة أثرية متخصصة تحت إشراف فاروق حسني وزير الثقافة والدكتور زاهي حواس أمين عام المجلس الاعلي للاثار وصاحبتها "الاخبار" باستخراج الكنوز المتحفية والقطع الاثرية المهمة الدالة علي مظاهر الحياه القديمة لإعادة عرضها في سيناريو عالمي مبهر تسانده تقنيات العرض الحديثة لتحكي قصة الحضارة المصرية علي مر العصور.. واوضح الاثري علاء الشحات مدير عام اثار الاسكندرية "للأخبار" ان اللجنة التي تزور الاسكندرية للمرة الثانية ولمدة 3 ايام تقوم باستكمال اختيار القطع الاثرية بعد ان اختارت سابقا مايقرب من 800 قطعة تمثل العصور الرومانية والبزينطية والبطلمية بالاضافة الي بعض القطع التي ترجع للعصر الاسلامي والقبطي متواجده حاليا بالمخزن المؤقت بالفسطاط.. واكد ان اللجنة قامت بزيارة مخازن طابية النحاسين والمسرح الروماني ومارينا وغيرها من المواقع التي تذخر بآلاف القطع الاثرية الهامة جزء منها كان مضبوطات والتي لم تتح لها فرصة العرض من قبل لتحظي بفرصة مستقبلية مثالية للظهور في اكبر متحف عالمي .. واوضح محمد مختار ممثل وزارة الثقافة ان إختيار المعروضات الرئيسية للمتحف قد قاربت علي الانتهاء خاصة الجزء المتحفي المغلق وبنسبة تصل الي 80٪ .. ولفت مختار الي اختيار العديد من اثار من محافظة الاسكندرية تمثل حوالي 30٪ من معروضات العصر العصراليوناني الروماني و40٪ من العصر الفرعوني.. واوضح مختار ان اللجنة تركز في المرة الثانية بجولتها بالاسكندرية علي اختيار القطع الاثرية الكبيرة مثل الاعمدة والتوابيت لاستخدامها في العرض المتحفي المفتوح بحديقة المتحف حسب توصيات اللجنة العلمية الخاصة بوضع سيناريو العرض برئاسة الدكتور علي رضوان.. تقوم بزيارة جميع المحافظات ومن اهمها الاقصر واسوان والفيوم وستركز في المرحلة القادمة علي الوادي الجديد والمنيا.. ومن جانبه اشار د. مختار الكسباني استاذ الاثار بجامعة القاهرة و عضو لجنة اختيار الآثار المخصصة للمتحف انه من المتوقع اختيار اكثر من 100 الف قطعة اثرية للمتحف تمثل مختلف العصور.. وحول اهم المختارات الاثرية اكد د. الكسباني انه تم اختيار القطع الاثرية التي كانت تمثل ادوات يومية علي مر العصور المختلفة مثل الحمامات الرومانية والأفران والتوابيت وأسبلة المياه والنافورات علي شكل وجوه اسود من عصر محمد علي.. كما تم اختيار لوحة كوبري التاريخ والتي تروي شق ترعة المحمودية باللغة التركية وسيتم عرضها في القسم الخاص بوادي النيل والذي يروي كل الحضارات علي ضفاف النيل علي مر العصور.. بجانب مجموعة اثرية اخري من عهد الحملة الفرنسية وكذلك الادوات البحرية المستعملة قديما مثل وسائل توجيه الرياح في السفن وبقايا السفن البحرية.. واضاف الكسباني ان متحف الحضارة يمثل مشروعا قوميا مهما حيث سيكون اكبر متحف علي مستوي العالم وقد اكتمل بناؤه تماما في منطقة الفسطاط بالقرب من عين الصيرة علي مساحة تقارب 25 فدانا بتمويل من صندوق إنقاذ آثار النوبة، وبإشراف كامل لمنظمة اليونسكو.. ومن المتوقع أن يحقق المتحف عائدا سنويا حوالي 150 مليون جنيه ويوفر حوالي خمسة آلاف فرصة عمل.. واضاف ان المميز في هذا المتحف انه يهتم بحياه الشعوب وليس فقط الملوك فسيتم انشاء قرية خاصة بكل عصر توضح نموذج الحياه وسيتم الاستعانة وبالادوات الحقيقية قديما واظهارها بالاستعانة بوسائل العرض الحديثة والجرافيك والاضاءة وغيره .. بجانب استنساخ بعض الاثار غير الموجودة حاليا ولكن كانت موجوده قديما مثل البيوت المصرية القديمة.. ويعتمد المتحف علي احدث وسائل التكنولوجيا الحديثة حيث يعتمد علي شبكة معلومات تتصل بجميع متاحف العالم التي تضم اثارا انتجت في مصر في عصورها المختلفة.. حيث سيتم توفير آلات واجهزة حديثة بجانب القطع الاثرية تمكن الباحثين من التعرف علي كل الاثار المشابهة لها عالميا من خلال تجسيدها ثلاثيا في لحظات.