شرىف رىاض من كانوا أطفالاً أو شبابا في أوائل الستينيات لابد أنهم يتذكرون مسلسل »العسل المر« الذي عرضه التليفزيون مع بدء إرساله في يوليو 1960 . عنوان هذا المسلسل قفز إلي ذهني فجأة وأنا أقرأ تصريحات د. عصام العريان القائم بأعمال رئيس حزب الحرية والعدالة التي أكد فيها أن جماعة الإخوان المسلمين تعد المصريين ب»أنهار من عسل« علي حد قوله.. وإن كان د. العريان لم يوضح السبيل إلي ذلك أو الضمانات لتحقيق هذا الوعد الذي أتمني ألا يكون باكورة الوعود الانتخابية للإخوان وهم يستعدون للانتخابات البرلمانية القادمة ثم يكتشف الناس أن العسل »مُر« ولايختلف كثيراً عن عسل الستينيات. العسل الحلو الذي يشتاق إليه الناس ليشفي الأمراض لا ينتج إلا في مناحل خاصة تم تجهيزها بعناية ومن رحيق أزهار نباتات معينة مزروعة في تربة صالحة.. فهل أعدَّ حزب »الحرية والعدالة«. العدة لانتاج هذا العسل من خلال برامج تنموية حقيقية تضاعف الانتاج والصادرات وتشجع الاستثمارات.. برامج تستهدف خلق فرص عمل حقيقية تنهي مشكلة البطالة وتحقق طفرة في الأجور والمعاشات ؟ كيف نصدق د. عصام العريان ونحن نري الإخوان يتراجعون عن مشروع النهضة تدريجياً بتصريحات بدأها خيرت الشاطر نائب رئيس الجماعة قال فيها إن مشروع النهضة، الذي اعتبره الإخوان برنامجهم في انتخابات الرئاسة هو مجرد أفكار عامة تحتاج إلي دراسات تفصيلية تبحث إمكانية تنفيذها! كيف نصدق د. العريان الذي كان أول من سارع فور تشكيل حكومة د. هشام قنديل بالقول أن خطة المائة يوم التي التزم الرئيس محمد مرسي بتنفيذها مع بداية تسلمه للسلطة أول يوليو الماضي تبدأ مع تشكيل حكومة د. قنديل وليس اعتباراً من أول يوليو.. وبذلك أهدر أكثر من شهر.. ومع ذلك قبلنا ما قاله وها هي المائة يوم بحسابات د. العريان تقترب ايضاً من الانتهاء ولم يلمس الناس إلا تحركات محدودة علي المحاور الخمسة التي تضمنتها الخطة. الحكم مسئولية صعبة.. والمصداقية أهم الصفات التي يجب أن يتصف بها من يتحمل هذه المسئولية.. لهذا يجب أن يبتعد قادة »الإخوان« وقيادات »الحرية والعدالة« عن التصريحات الرنانة والوعود من عينة »أنهار العسل« وأن يتفرغوا للتفكير الجاد في كيفية وضع وتنفيذ البرامج والخطط التي تنهض بالاقتصاد وترفع مستوي المعيشة وتحل مشاكلنا. لا تلغوا مجلس الشوري من المفترض أن تحسم تأسيسية الدستور في اجتماعها القادم الموقف بالنسبة لمجلس الشوري.. وهل نبقي عليه أم نلغيه ؟ أنا شخصيا مع بقاء مجلس الشوري وزيادة صلاحياته وتغيير مسماه إلي مجلس الشيوخ ليكون غرفة ثانية للبرلمان كاملة الصلاحيات كما هو معمول به في كل الديمقراطيات العريقة.. وأشهد أنه رغم كل ما قيل عن ظروف وأسباب إنشاء مجلس الشوري عام 0891 إلا أنه كان دائماً يزخر بالخبراء والمتخصصين في كل المجالات وكانت مناقشاته متعة لمن يريد أن يتعلم وتقاريره مراجع محترمة لمن يريد أن يدرس.