د. سامى الشريف انتشرت في الفترة الاخيرة برامج استضافة الاطباء علي شاشات القنوات التليفزيونية سواء بالفضائيات او التليفزيون المصري فلا تخلو خريطة البرامج لهذه القنوات من برنامج او اثنين يوميا واذا كانت هذه البرامج في معظمها مدفوع الاجر حيث يدفع الطبيب مقابلا نظير ظهوره وخلفه لافتة اعلانية تشير الي تخصصه وعنوان عيادته وهو ما يمثل دعاية للطبيب.. وخلطا بين الاعلام والاعلان.. وتحمل السطور التالية اراء اساتذة الاعلام في هذه الظاهرة. د. ليلي عبدالمجيد استاذ الاعلام جامعة القاهرة تقول ان هذا يعد خلط واضحا بين الاعلان والاعلام وهذا ضد مواثيق المهنة والشرف الاعلامي، اذ لابد من التنويه المتكرر للمشاهدين علي ان هذه مادة اعلانية خاصة ان هناك قطاعا كبيرا من المشاهدين لا يستطيع التفريق بين الاعلان والاعلام، ويعتقدون بظهور احد الاطباء علي الشاشة انه من اعظم الاطباء، هنا يكون الخداع للمشاهد. د. صفوت العالم استاذ الاعلام جامعة القاهرة يقول ان هناك مشكلات عديدة ناجمة عن هذا الموضوع، منها ان الاموال التي يدفعها الطبيب للخروج علي الشاشة هي التي تحدد مكانته الطبية كما ان الطبيب نفسه يبدأ في التوسع في الحديث خارج مجال تخصصه دون اي سبب واضح ومعلوم يتجه الطبيب الي القضايا الحيوية التي تهم المشاهد كالرجيم والسمنة والعقم وهذا ما يفتح له سواقا جديدة مع المشاهدين. د. سهير عثمان استاذ الاعلام جامعة القاهرة، تقولي ان المشاهد هو الطرف الوحيد في المعادلة الذي لا يعلم ان المادة المقدمة هي اعلان في شكل مادة اعلامية، ولكن هذا لا يؤثر كثيرا علي المشاهد بالمضمون وتفاعل الطبيب هو كل مايعني المشاهد وهو الذي يحدد نجاح او فشل هذه المادة، والازمة تأتي في عدم التنويه ان هذه المادة اعلانية، وهو ما يعد خرقا لقواعد ميثاق الشرف الاعلامي، وان كانت القنوات الخاصة تفعل ذلك، فليس من الطبيعي والمعقول ان ينجرف التليفزيون المصري وراء هذا الامر فهو اعلام دولة ولا يجب ان يفعل ذلك. د. سامي الشريف استاذ اعلام جامعة القاهرة قال انه يجب علي كل وسائل الاعلام المحترمة ان تفرق بين الاعلان الذي يشيد عن سلعة او منتج او شخص، والاعلام الذي يقدم المادة المطلوبة للجمهور، واذا ما تم خلط ذلك بذاك يعتبر هذا نوعا من انواع السرقة، اما التأثير علي المشاهد فيكون عن طريق التوجه السلبي من التليفزيون لطبيب نتيجة ما يدفعه من اموال لظهوره علي الشاشة، وبذلك يعتقد المشاهد ان هذا هو الطبيب الأول مما يرفع من اسهمه وذلك بالطبع سوف يرفع من الطلب عليه وطبيعيا رفع اجره واسعاره نظير تقديم الخدمة.